رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب والمضاد الحيوي!


على غير ما يعتقد البعض فالمضادات الحيوية تختص بالبكتيريا وليس بالفيروسات (والبكتيريا والفيروسات تسمى بالميكروبات).. ولذلك فهي دواء في غير محله عند استخدامه في حالات الإنفلونزا ونزلات البرد.. وآلية عملها أنها تزيد من عمل كرات الدم البيضاء وهي الجهاز المسئول عن مكافحة الكائنات الغريبة الدقيقة التي تهاجم جسم الإنسان..


وعندما يقرر الأطباء مدى زمنيا محددا لتناول المضاد الحيوي فعلى المرضى الالتزام بذلك.. فليس في الأمر رغبة في التحكم ولا في الفلسفة.. القصة وما فيها أن المضاد الحيوي يقتل البكتيريا والجراثيم.. وعند الاقتراب من القضاء عليها يتوقف البعض -كسلا أو مللا -عن استكمال باقي حبوب المضاد الحيوي عندئذ تتكاثر الجراثيم والبكتيريا من جديد لتعود مرة أخرى كما كانت بقوتها وبإعدادها وشراستها الأولى.. وبتبسيط آخر..

عندما يكون في جسم أي مريض ألف ميكروب مثلا وإن كل كبسولة سوف تقضي مثلا على مائة منها فلو تركت آخر مائة ميكروب بغير القضاء عليها فإنها لن تموت وحدها بل ربما تمكنت من التكاثر من جديد.. وهو ما يفسر مثلا عودة الظواهر المرضية مرة أخرى عند التوقف عن العلاج.. كأن تعود آلام الأسنان أو يتوقف التئام الجروح أو يتأخر تطهير الأمعاء عند توقف استخدام المضاد الحيوي واستكمال العلاج هو سبيل الشفاء الوحيد حتى بأعراضه الجانبية مثل بعض حالات القيء أو الصداع أو فقدان الشهية حيث سيكون الشفاء سببا منطقيا لتحمل كل ذلك.. وهكذا..

وتبقي النتيجة النهائية أنك عندما تدخل في معركة مع الجراثيم فعليك أن تكملها لآخرها وحتى آخر كبسولة لديك.. خلاف ذلك سواء بالتهريج أو بالكسل أو بالملل أو بالإهمال أو بعدم الإصرار على الشفاء فسوف تعود الجراثيم من جديد لتهاجم الجسد مرة أخرى وعندئذ قد تكون أكثر شراسة!!!
الجريدة الرسمية