حياتنا عبء على ليل الجنرال
خذ رتبك في أحضانك ونام كى تطمئن.. نعرف أن همومنا تؤرقك يا سيدى، بل نعلم أن حياتنا عبء على ليلك أيها الجنرال، زين أكتافك بالنجوم خذ منها ما يكفيك لترتوى، فكلنا نعرف أنك زاهد ولم تكن يوما طامعا.. لكن هل تسمح لشاب مندفع مثلى أن يؤرق سعيك نحو الطريق هل تعرف كم شهيد سقط لنصنع حريتنا، تلك الحرية التي دافعنا عنها أملًا أن تخرج أصواتنا دون أن نضرب، أن نصرخ بأعلى أصواتنا لمواجهة "الوجع الوطنى" لنحارب فسادا قديما وفسادا حاليا وفسادا مستقبليا، لنقول كلاما على جهدنا لنزلزل الظلم لكى لا يقصف قلم، أو يصادر رأى أو حق يسلب.
نريد أصواتنا تعرض لا أصوات تنافق، من حقك أن يكون لديك منافقون ومن حق الشعب أن يكون لديهم مدافعون صادقون سيدى هذا تصورى الفقير عن الحرية وعليك أنت أن تبحث عن معناها في عقول شباب آخرين، ألم نقل لك أن "حياتنا عبء على ليل الجنرال"..
"لم يسألوا ماذا وراء الموت؟ " يموت الجنود مرارا ولا يعرفون من انتصر" وجهان مختلفان للشهداء.. أعرف سيدى الجنرال أنك قادم من "مملكة الشهداء" ووسام البطولة الوطنية الأول لكننا أيضا بيننا شهداؤنا كلاهما ماتوا ليروا وطنا أفضل ومستقبلا أفضل كلاهما ماتوا لنعيش، ولتحكم أنت كلاهما لهم فضل عليك وعلينا فهل ستوفى حقوق الشهداء سيدى الجنرال هل ستضع في برنامجك تعريفا لما هي حقوق الشهداء تلك؟ وكيف تنصفنا؟ وكيف تحققها؟
هل لى أن أجيب أنا سيدى الجنرال.. وطن حر يفى بالغرض.. "عيش، وحرية، وعدالة اجتماعية".. تلك أمانيهم التي ماتوا في سبيلها فافعل مثلما نريد لا مثلما فعل السابقون، فقد كانوا مهتمين أيضا بتزيين أكتفاهم بالنجوم..
كتب "محمود درويش" ترنيمة للشهداء يقول فيها:
حياتنا
هي أن نكون كما نريد.. نريد أن
نحيا قليلًا، لا لشيء... بل لنحترمَ
القيامة بعد هذا الموت.. واقتبسوا،
بلا قصدٍ كلامَ الفيلسوف: "الموت
لا يعني لنا شيئًا.. نكون فلا يكون..
الموت لا يعني لنا شيئًا.. يكون فلا
نكون"
ورتّبوا أحلامهمْ
بطريقةٍ أخرى.. وناموا واقفين..
من كانوا قبلنا تعلموا الهتاف وقتها كانت خطوة جيدة.. لكن الهتاف ليس خطوة وطريقة جيدة لأجيالنا لأننا ليس لدينا قدرة على التحمل كما كانوا سابقينا، فأجيالنا ترفع شعار "لا نموت لنموت لكننا نموت لنحيا" فلا تستعجب مما كتبه درويش "ورتّبوا أحلامهمْ
بطريقةٍ أخرى.. وناموا واقفين.." لكن نصيحة فلتخش تلك المقولة وتذكر أن هتافنا أسقط المخلوع، وانتقاليا، ومعزولا، وآخرين في علم الغيب.
أخيرا: إذا قررت الترشح للرئاسة فاخلع بدلتك قبل المجيء إلينا فلا تليق النزاعات السياسية في حضرة البدل العسكرية والنياشين، لك منا إن أحسنت دعما.. ولك منا إن أخطأت "شهداء وصوتا يعارضك كما قلت سابقا".
من حقك أن يكون لديك منافقون ومن حقنا أيضا أن يكون لدينا مدافعون عن حقوق الشعب ولو بدمائهم، نصيحتى قبل أن تأتى لتحكم فكر جيدا فحياتنا "عبء على ليلك أيها الجرنال".