المثقف ما بين العزلةِ ونبض الشارع.. «إسماعيل»: هو رأس الحربة في كل التغييرات السياسية.. صفاء عبد المنعم: نحتاج لتواصل المثقفين مع رجل الشارع.. «الطويلة»: لو كتب الكتاب جلسوا على ال

اتهامات كثيرة توجه للمثقفين في مصر والعالم كله بالانفصال عن العالم، وفى ندوة أُقيمت اليوم بقاعة المائدة المستديرة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ 45، تحت عنوان «الثقافة وسؤال الهوية.. والرواية في ضوء الواقع السياسي الراهن.. وكمرآة من مرايا الهوية المصرية» ناقشت من خلالها دور المثقف في المجتمع المصرى وثورة يناير.
استنكر الروائى محمد السيد إسماعيل، الاتهامات الموجهة إلى المثقف المصري بأنه لم يكن له دورٌ في ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن المثقف هو رأس الحربة في كل التغييرات السياسية التي حدثت في المجتمع المصرى، موضحًا أنه خلال الـ 10 سنوات الأخيرة التي سبقت الثورة وجه المثقف المصرى انتقادات كثيرة إلى رأس السلطة مباشرة من خلال الكتابات الأدبية والمقال السياسي، مؤكدًا أن المثقفين المصريين لعبوا دورَ التمهيد للثورة وإحداث الحراك السياسي.
وأضاف أن الرواية لا يمكن أن تعبر عن التحول الثوري من خلال بناء أدبى محافظ، ضاربًا المثل بكتابات يوسف السباعى عن ثورة يوليو والتي لم تعبر عن الثورة لأنها كانت أقرب إلى الاتجاه المحافظ، موضحًا أن الروائى عليه أن يبحث عن تشكيلات جمالية تتميز بالتمرد والخروج عن المألوف عند الكتابة.
ومن جانبها قالت الروائية، صفاء عبد المنعم، إن: "هناك مفهومان للمثقف؛ المفهوم الأول يطلق على المتعلم الذي وصل إلى التعليم الجامعى، مشيرة إلى أن هذا الشخص يمكننا أن نطلق عليه «متعلما» وليس مثقفًا، إنما المثقف هو الذي يذهب إلى المكتبات ويقرأ ليكوِّن الرؤية الخاصة به عن الأمور المختلفة".
وأضافت أن المبدع هو المتعلم والمثقف معًا، مؤكدة أن الإبداع يأتي من الخبرات اليومية والعملية والقراءة، وأن المبدع شخص عادى كغيره من الأشخاص ولكن ما يميزه أنه يخرج الضغوطات في شكل إبداع، على عكس الآخرين الذين يخرجون هذا الضغط في صورة عنف.
وذكرت أننا نحتاج في مصر إلى تواصل النخبة المثقفة مع رجل الشارع، مشيرة إلى حاجتنا في الوقت الحالي لإحداث نشاط ثقافي متبادل بين المثقفين ورجل الشارع.
وقال الروائي وحيد الطويلة، إن: "الكاتب والمبدع لابد أن يستمدا كتاباتهما من قلب الشارع ونبض الناس، منوهًا إلى أن كل الكتاب لو جلسوا على البحر ليكتبوا فلن يقدموا جديدًا وسيكتبون نفس الشىء، مطالبًا المبدع أن يكون عين المواطن على الأحداث القادمة".