رئيس التحرير
عصام كامل

حرب في «الشروق».. «فضل»: رئيس التحرير منع نشر مقالي وغالط القراء واعتذر باسمي دون استئذان.. «حسين» يرد: معلومات مغلوطة وراء المنع ونشرها يترتب عليه مسئولية قانونية.. والك

الكاتب الصحفي بلال
الكاتب الصحفي بلال فضل

اندلعت صباح اليوم الأحد حرب إعلامية طرفاها عماد الدين حسين - رئيس تحرير صحيفة الشروق - والكاتب الصحفي بلال فضل، وذلك على خلفية منع الأول نشر مقال الأخير أمس السبت واليوم وتبادل الطرفان الاتهامات ببيانات وتويتات على مواقع التواصل الاجتماعي ما دفع عدد من المواقع الإخبارية إلى نشر المقال الممنوع والبحث عن حقيقة المنع فيما حاول حسين إنهاء هذه الحرب ببيان يوضح فيه أسباب منع المقال. 

كانت البداية باستنكار الكاتب الصحفي بلال فضل منع نشر مقاله أمس السبت بجريدة الشروق، والذي كان يتحدث فيه عن وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي والكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل.

وقال بلال - في تغريدة له اليوم الأحد على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر -: "للأسف تم منع مقالي من النشر في صحيفة الشروق أمس واليوم وتم نشر اعتذار باسمي دون معرفتي، المقال كان يتحدث عن المشير السيسي والأستاذ هيكل".

وتابع فضل: "سيتم نشر المقال قريبًا في مكان آخر ليصبح بين يدي القراء ويؤسفني أن تنتهي علاقتي بالشروق بهذا الشكل بعد سلسلة من التدخلات والضغوط على ما أكتب".

وأضاف فضل: "لم يتم منع مقال لي في عهود مبارك وطنطاوي ومرسي وهذه هي أول مرة يمنع لي فيها مقال ينتقد السيسي قبل حتى أن تكتمل مراسم تنصيب السيسي رئيسًا".

وأوضح "فضل" قائلا: أفتخر أنني ساهمت بكتابتي في إسقاط الإخوان لكن ذلك لم يمنعني من مهاجمة اختطاف 30 يونيو لعسكرة البلد وعودة دولة القمع وفخور بكل ما كتبته، للأسف لم أتعود على الكتابة في الفضاء الإليكتروني وسأبحث عن صحيفة لا تخدع القراء بشعارات عن حرية الرأي التي يتم خنقها كل يوم، وبالله التوفيق". 

وعقب نشر المقال في مواقع أخرى استكمل فضل هجومه على حسين وقال: إن رئيس تحرير الشروق عماد الدين حسين وراء منع مقالاته من النشر بالصحيفة. 

وقال فضل عبر تغريدة له على تويتر، اليوم الأحد: "أسباب منع المقال يُسأل عنه رئيس تحرير الشروق، وما أعرفه أني مارست حقي في التعبير، وتم منع المقال ليومين ونشر اعتذار للقراء باسمي دون استئذاني.

ورد عليه حسين في مداخلة هاتفية مع الإعلامية لبنى عسل وقال: إن مقال فضل كان يحتوي على معلومات غير دقيقة وطالبه بتصحيحها، مشيرا إلى أنه لم يذكر كل الحقائق حول هذا المقال، وأن جريدة الشروق لم تحذف أو تمنع كلمة واحدة من أي مقالات بها.

وأضاف: إنه ليس من سياسة الجريدة حذف أي أجزاء من مقالات أحد الكتاب، موضحا أن ما جعله يمنع مقال بلال فضل من النشر أنه كان يريد مناقشته معه.

وعلق فضل على تصريحات رئيس تحرير جريدة الشروق عماد الدين حسين، والتي تشير إلى وجود مغالطات بمقاله الممنوع من النشر قائلا: للأسف رئيس تحرير الشروق لا يقول الحقيقة ولم يتصل بي قبل منع المقال حسب ما جاء في التصريحات، وأن رئيس التحرير نشر اعتذارا باسمي دون الرجوع إلي ولم يطلب تعديل المقال بل رفضه بالكامل.

وأضاف فضل في تغريدة أخرى اليوم الأحد: "أقدر رغبة رئيس التحرير في تجاوز الأزمة التي وضع نفسه فيها لكن منذ متى يتم التدخل في مقالات الكتاب بدعوى تصحيح معلوماتها ولماذا فعل هذا الآن؟".

وأكمل فضل: إن ما قاله رئيس تحرير الشروق أضاف إلى أسباب عدم تعاملي مع الشروق سببا مهما هو أنه من العيب أن يعمل الكاتب في صحيفة يغالط رئيس تحريرها القراء.

وحاول حسين إنهاء الجدل والحرب الإعلامية القائمة بينه وبين فضل ورد في بيان يوضح فيه أسباب منعه لنشر مقال فضل، وقال البيان: "فوجئت بالزميل والصديق الكاتب بلال فضل يتحدث عبر تويتر وفيس بوك ظهر أمس عما حدث لمقاله الذي كان يفترض أن ينشر في الشروق في عدد السبت الماضي".

وتابع "حسين": بلال صديق شخصي لي منذ عام ١٩٩٨ وأعتز بصداقته وأعتبره واحدا من ألمع الكتاب المصريين، كان للزميل بلال منذ ثورة ٣٠ يونيو موقف واضح في انتقاد بعض تداعياتها وتطوراتها، كما انتقد بأشد العبارات الممكنة ممارسات وسياسات كثيرة، وطال نقده الساخر حينا والجاد أحيانا أغلب مسئولي الدولة بما فيهم رئيس الدولة ورئيس الوزراء ووزير الدفاع وآخرين. 

وأضاف: "لم تتدخل الجريدة في التوجيه بتعديل اللهم بضعة سطور تتعلق جميعها بأمور قانونية كان نشرها يرتب مسئوليات قضائية على الكاتب وعلى الجريدة، وبالتالي فإن فكرة أن الجريدة أوقفت نشر المقال لأنه ينتقد وزير الدفاع غير صحيحة بالمرة؛ لأن الصديق بلال فعل ذلك كثيرا وكنا ننشر ما يكتبه في كل المرات، وأرشيف الصحيفة حكم بيننا".

واستكمل رئيس تحرير الشروق: "أرسل الزميل بلال فضل ظهر الجمعة مقاله بعنوان "المارشال السياسي" مصحوبا برسالة إليكترونية خلاصتها إما أن تنشروه كاملا أو لا تنشروه بالمرة، وتضمن المقال عبارات قدرت أنها غير دقيقة تتعلق بطبيعة العلاقة بين الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل والمشير عبد الفتاح السيسي خصوصا أن هيكل نفى لي شخصيا قبل بضعة أيام من نشر المقال كل ما كتب ونشر عن أنه يرأس الفريق الذي يكتب برنامج السيسي المرتقب أو أنه يقوم بدور المستشار السياسي. وقد حاولت الاتصال ببلال أكثر من مرة لاحقًا لمعالجة الأمر ونشر المقال ولكنه لم يرد على اتصالاتي". 

وتابع حسين: تحدث بلال في تويتر عن "سلسلة من التدخلات والقيود"، وردي عليه مرة أخرى هو الاحتكام إلى أرشيف مقالاته في الشروق وكيف كان يعبر عن رأيه بكل حرية وكثيرًا ما كان شديدا أو صادما أو مختلفا عليه". 

ونفى رئيس تحرير الشروق التدخل في المقالات وقال: "كانت حرية بلال المطلقة في كتابة ما يريد موجودة دائمًا منذ إصدار الجريدة مرورا بحكم الإخوان وحتى يومنا هذا، وبخاصة الفترة التي كان يحرر فيها صفحتي المعصرة، بالتالي فإن القول بوجود قيود أو خنق للحريات يمكن أن ينطبق على أي مكان إلا الشروق". 

واستطرد "حسين": "اتفق بلال مع أحد الزملاء في الجريدة على أن نجلس أنا وهو ونعرض المقال على مجلس التحرير كي نحتكم إليهم ونصل إلى حل، ولكننا فوجئنا به يحتكم إلى تويتر وفيس بوك. 

وتابع: "يعرف فضل أن كبار الكتاب في صحف العالم تتم مراجعة مقالاتهم، والتأكد من أن المعلومات المتضمنة فيها صحيحة ودقيقة وموثقة ثم إن مناخ الاستقطاب الذي نعيشه يجعلنا ندقق في كل شيء خوفا من المساءلة القانونية أو سوء الظن السياسي في مناخ وصل الاستقطاب فيه إلى درجة غير مسبوقة، وبالتالي لا يوجد مبرر لمنطق إما النشر الكامل أو الحجب الكامل. 

وأبدى رئيس تحرير الشروق اعتذاره لـ"فضل" وقلمه وجرأته، وقال: "يعرف الجميع أننا تحملنا الكثير من أجل أن تستمر الشروق منبرا لكل الآراء حتى لو كنا نختلف مع بعضها. 

واستكمل: "الصديق بلال يعرف قبل غيره أنه لا توجد صحيفة في مصر تنشر كل الآراء كما تفعل الشروق، وبالتالي فأي كلام عن خداع القارئ والحرية المخنوقة بعيد عن الحقيقة وعار من الصحة".
الجريدة الرسمية