بوليس الإسماعيلية.. وشهداء الشرطة
عاد الاحتفال بعيد الشرطة بعد توقفه لثلاث سنوات، ومع احتفال هذا العام سقط شهداء من الشرطة ببنى سويف ليلتقوا شهداء بوليس الإسماعيلية الذين صنعوا العيد الذي نحتفل به.
واختلطت دماء الشهداء بأعياد ثورة 2011، وأصبح شهر يناير شهر الأعياد وشهر الشهداء، ففيه عيد الثورة وعيد الميلاد المجيد، وعيد الدستور، وسينضم إليه إن شاء الله عيد النصر المؤزر على الإرهاب العالمى وأتباعه.
لقد صنع رجال البوليس المصرى في الإسماعيلية ببطولاتهم وشجاعتهم يوما مشهودا نحتفل بذكراه، وكانوا أول من فتح صفحة الشهادة في تاريخ الشرطة.
كان ذلك يوم الجمعة 25 يناير 1952 عندما قامت قوات الاحتلال البريطانى مزودة بأسلحتهم الثقيلة بمهاجمة معسكر بوليس الإسماعيلية انتقاما من أعمال الفدائيين المصريين ضد معسكرات الاحتلال في القنال، فأصدر وزير الداخلية في ذلك الوقت «فؤاد باشا سراج الدين» أوامره بعدم الاستسلام لقوات المستعمر والرد على نيرانهم بكل بسالة وحزم.
واستبسل أفراد البوليس المصرى في الدفاع عن أنفسهم وعن معسكرهم ما دفع جنود الاحتلال إلى استخدام المدفعية ونيران المدرعات في مواجهة بنادق البوليس المصرى، وأصيب من أصيب واستشهد من استشهد حتى نفدت ذخيرة البوليس.. وعندما خرج الأبطال ينقلون جرحاهم خارج المعسكر فوجئوا بقائد قوات الاحتلال البريطانى يؤدى لهم التحية العسكرية.
واستمرت الشرطة المصرية ــ البوليس المصرى سابقا ـــ في تقديم الشهداء والذود عن أمن مصر وكرامة المصريين، ولو وضعنا باقة من الزهور في كل موقع استشهد فيه أحد أفراد الشرطة لما خلت أرض مصر من موقع واحد دون ورود.
إن الشرطة قدمت الشهداء ممن يقفون على ثغور مصر وحدودها الشرقية ممن سقطوا برصاص العدو الإسرائيلى، وسقط شهداء منهم وهم يواجهون تجار السموم والمخدرات، كما سقط الشهداء ضحية لرعونة واستهتار بعض قائدى السيارات، ولا يزال موكب الشهداء يتجدد كل يوم إلى أن يتم النصر على الإرهاب الدولى الذي يستهدف مصر.