كارهو الوطن
ضايقنى إلى حد القرف هؤلاء المثقفون الذين قالوا عن الإخوان إنهم فصيل وطنى وأسلموا لهم قيادتهم بعد ثورة يناير.. صحيح أنك يمكن أن تتعاطف مع أي شخص وقع عليه ظلم أو تعذيب لكن هذا لا يعنى أن تتعاطف مع أفكاره الرجعية ولا أهدافه التي تقع في خانة الخيانة للأرض والتاريخ.. أن تخلط بين الاثنين فهذا ما أعطى الإخوان قوة بعد الثورة..
هل لا يزال هناك من يقول إنهم فصيل وطنى والموت صار يتفرق علينا في الطرقات باسم منظمات إرهابية تعرف أنها تدافع عن الإخوان وليس عن أحد آخر.. كم انفجار وقع يوم الجمعة الماضى منذ الصباح الباكر وكم سيقع حتى ينشر هذا المقال؟ ومن هم الضحايا؟ أليسوا مصريين؟ وقبل ذلك كم انفجار وقع وكم عدد الضحايا؟ ولماذا ؟ محمد مرسي الذي ثار عليه الشعب ليس أول حاكم ولا آخرهم يثور عليه المصريون.. فمن هم هؤلاء الذين يريدون له أن يعود؟ وهل يمكن أن يعود حقا فوق كل هذا الدم ؟ إن ما يحدث ليس مجرد حماقة إنما هي شهوة الدم..
هؤلاء الذين يقومون بهذه الأفعال يعرفون كيف يمسحون أذهان الشباب ويطلقونهم ليموتوا بالمجان ويأخذوا في طريق موتهم عشرات الأبرياء تحت وهم كاذب هو الجنة.. وهى عملية سياسية رخيصة ووضيعة لأنك تريد أن تحكم شعبا تقتله كل يوم.. وهل مثل هؤلاء الذين رفضوا الديمقراطية التي تجلت في انتخاب رئيس منهم ثم في شوارع امتلأت بأصوات رفضه.. هل هؤلاء كان يمكن لهم أن يتركوا الحكم يوما بالصندوق.. هل بيت المقدس وغيرها من الفرق الإرهابية تتصرف وحدها أم كانت تجهز ليوم كهذا يحكم فيه الشعب بالحديد والنار والقتل أيضا لمن يعترض..
هل كان هناك أي أمل في أن يتبادل هؤلاء الخونة الحكم مع غيرهم بالصندوق الذي صدعوا رأسنا به وكأن الشارع ليس هو الصندوق الحقيقي.. وكأن الشارع لم ينه من قبل حكم رئيس آخر ظل ثلاثين عاما في الحكم ! ما يحدث الآن ليس حماقة كما قلت لكنه كراهية لهذا الشعب ولهذا الوطن..
هؤلاء الذين يقولون الآن ومن قبل إن الإخوان المسلمين ليسوا إرهابيين هم مجرمون مثلهم.. الذي يحدث ليس بعيدا عن هذه الجماعة لكنه من أجلها.. هل تريدون أكثر من ذلك دليلا أيها السادة الذين صدعتم رأسنا عن الفصيل الوطنى الذي منذ مولده عميل للإمبريالية العالمية.. فليسامحكم الله.