حواريو السيسي
آمنوا به وصدقوه، واتبعوا رسالته وما أنزل عليه الوحى، وخاصموا اليهود الذين كذبوه وقذفوا أمه، حتى قال الحواريون "نحن أنصار الله"، ووقفوا بجانب عيسى عليه السلام، وصاروا خير عون له، حتى أطلقوا عليهم حواريي عيسى، ولم تهتز ذرة إيمان في قلوبهم تجاه رسالة عيسى، فأخلصوا له ولرسالته.
أما حواريو هذا العصر من المتنطعين والمتطوعين بالإنابة، وهم كثر، فهم في خدمة كل عصر وزمان، أقرب للميكروب النشط حين يجد الجثة وقد تعفنت وخارت قواها، فيقترب أكثر وأكثر، حتى يتمكن من الجسد الضعيف الهزيل، ويتعايش معه الجسد، وينشط الميكروب، ويتغلغل داخل شريان الجسم، حتى يصبح جزءا أساسيا من الجسد، لا يستطيع أن يستغنى عنه، ولو حاول وفكر أن يحصل على مضادات حيوية، فسيهز "أركان جسده"، ويهاجمه عن اليمين وعن الشمال، وفى النهاية يعلن "الجسد" استسلامه للميكروب، ويمرح الميكروب في عناقيد من الفساد، إلى أن تعلن وظائف الجسد الأساسية أن اللحظة قد حانت وأنه إما أن تكون هناك "انتفاضة" أو "ثورة" على الجسد المتهالك ضد الميكروب أو أن يعلن الجسد نهايته.
وخلال أيام وشهور مضت أعلن هؤلاء الحواريون استعدادهم أن يعودوا للحياة مرة أخرى، ولكنهم ليسوا أبدا كحواريي عيسى عليه السلام، هؤلاء لا ذمة لهم ولا عهد، ولا يخلصون إلا لمن يصب في مصلحتهم، ابتعدوا عن الصراع الدائر لفترة تقترب من الثلاث سنوات، ولكنهم عادوا في ثوب ثورى، يطرقون كل الأبواب، يبحثون عن العائل، وقد وجدوه، ولكن الجسد يعرفهم ويعرف تأثيرهم وخطورتهم، وأنه إذا استجاب لهم، فلن يختلف عن سابقه.
ويظهر بعض هؤلاء الحواريين في صورة "الناسك" و"الواعظ "، كل ليل ليقدم نفسه "كمستشار" مخلص للوطن ولثورتى ٢٥يناير، و٣٠ يونيو، ولا مانع أبدا لديه أن يهاجم الفريق السيسي على استحياء، ليصرخ قائلا "أيوة إحنا بلدنا فيها ديمقراطية، ومفيش حد كبير على الانتقاد" يقول هذا ويعلم أن أول اتصال هاتفى، سيقسم أنه في خدمته وأنه "متطوع" في حملته الرئاسية، بس "معاليك" ترضى، فاحذر من هؤلاء، فكم باعوا واشتروا أنظمة بأبخس الأثمان، العرض والوطن عندهم ليس أكثر من شعار، هؤلاء يقدمون أنفسهم كحواريين للفريق السيسي، ولكنهم ليسوا أكثر من مجرد ميكروبات تعود مرة أخرى للتشكل لتسكن الجسد المتهالك.