سالم عبدالجليل لـ"فيتو": أقول لمنفذي التفجيرات والعمليات الانتحارية: "لسنا قريشًا أو يهود المدينة"
- دور الأزهر الدعوي تعرض للتهميش في العقود الأخيرة
- %25 صوتوا لمرسي في انتخابات الرئاسة هربًا من الدولة العميقة
- الظروف خدمت الإخوان وكراهية الناس للحزب الوطنى ساعدتهم في الوصول للسلطة
أكد الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف، استحالة أن يفوز أي مرشح أمام المشير السيسى، وقال في حوار لـ"فيتو"، إن المشير أثبت أنه كان واحدًا من هذا الشعب يشعر بآلامه ويجازف بمنصبه وحياته في سبيل تلبية نداء أهل وطنه معرضًا بذلك نفسه للإقالة أو الإعدام إذا فشلت مهمته ليصبح بذلك زعيما للأمة قبل أن يصل إلى لحكم.. وأكد أنه في العقود الأخيرة تم تهميش دور الأزهر الدعوى واتُهم من قبل التيارات الإسلامية بأنه "مسيّس".. وأشار إلى أن 25% من النسبة الإجمالية للمصوتين لمرسي صوتوا له هربا من الدولة العميقة وممثليها.. ووجه نداءً لمنفذى العمليات الانتحارية بقوله: "لسنا قريشًا وأنتم المؤمنون ولسنا يهود المدينة وأنتم مسلموها، فنحن جميعا بمختلف عقائدنا وتياراتنا ومذاهبنا ننتمى لمجتمع واحد".
- أين الأزهر ؟ ولماذا لم يكرس برامج ودعاة وسطيين لإعادة الأمور لنصابها الصحيح ؟
* يفترض أن الأزهر حامل راية الإسلام الوسطى والمعني بنشر الوسطية بالعالم عموما ومصر خاصة وأن يكون المرجع الأساسى لكل مسلم، إلا أنه في العقود الأخيرة تم تهميش دوره الدعوى واتُهم من قبل التيارات الإسلامية بأنه "مسيّس"، وبالتالى رفضوا الاستجابة لندائه المعتدل والوسطى لعدم اقتناعهم بأنه أهل للفتوى فأصبح عليه مسئولية تصحيح وإعادة المسار الوسطى لعموم الشعب حتى لا ينجرفوا وراء هذا الفكر المتطرف.
- هل يمكن للإخوان استعادة مكانتهم لدى الشعب المصرى مرة أخرى ؟
* لن يحدث أبدا ذلك وإذا حدث فسوف يكون بعد مرور عقود طويلة من الزمن مع أجيال جديدة تربت على حب الوطن واستيعاب الفكر الإخوانى بمنطقه ومنهجه الجديد؛ لأن الشعب المصرى لن ينسى فشلهم في إدارة مصر.
- هل تظن أنهم حوربوا من الدولة العميقة ومؤسساتها ؟
* ليس تماما فهناك أسباب عديدة لفشل الإخوان، منها عدم اتفاق مؤسسات الدولة معهم وتجاهلهم أهداف الثورة ومطالب شعبها ورفض الناس فكرهم التكفيرى والإقصائى لفصيل لحساب آخر، وكذلك التغاضى عما يفعله أفراد الجماعة من أعمال عنف وترهيب، ولو أن رئيس الحكومة قام باتخاذ قرارات لصالح مصر والمصريين وقدم نوعا من التنازلات وعمل مواءمات مع كل التيارات المؤيدة والمعارضة تحت مظلة القانون لكسبوا حب وتأييد الشعب لهم ولسياستهم.
- هل تعتقد أن الإخوان لم يكسبوا فرصة جيدة لإثبات قدرتهم على قيادة بلد عظيم مثل مصر ؟
* هم بشكل ما أضاعوا فرصتهم في الحكم بإصرارهم على معاملة الشعب على أنهم جزء من التكوين الإخوانى، وبالتالى عليهم الامتثال لسياسة السمع والطاعة والانصياع لأوامرهم، كما تجاهلوا رفض الدولة العميقة لهم وتناسوا أن فوزهم بالانتخابات كان ضربة حظ بعدما صوت 25% من النسبة الإجمالية للمصوتين لمرسي هربا من الدولة العميقة وممثليها، ولم يدركوا أن عليهم واجبًا نحو وطنهم وشعبهم وضرورة احتواء الآخر وإقناعه بفكر الإخوان وقبول ممارساتهم.
- طظ في مصر.. جملة أطلقها المرشد السابق للإخوان ويعتنقها شباب الجماعة.. هل تعتقد أن ذلك لترسيخ فكرة الوطن الأكبر ؟
* التيار الدينى لديه إشكالية كبيرة في هذا المفهوم، فقد عرف المرحوم حسن البنا في رسائله الوطنية والقومية والدين أنها دوائر انتماء متداخلة معا من الأصغر إلى الأوسط للأكبر، والدائرة الصغرى تعبر عن المحيط العائلى والوسطى هي الحى أو القرية، والكبرى هي الوطن، إلا أن الإخوان بمنطقهم التطرفى استطاعوا تطوير الفكر الانتمائى إلى الدولة الإسلامية الكبرى والتحالف مع حماس والفلسطينيين وتقطيع مصر وتوزيعها لتدعيم فكرة الخلافة الإسلامية على حساب مصلحة البلد، إلا أن الشعب المصرى رفض هذا المنطق الذي لا يتفق مع المنهجية عند العامة والذي يتعارض مع مصلحة الوطن وهو المنطق الذي يدافع به كل بلد عن مصالحه.
- في رأيك لماذا كره الشعب الإخوان بعدما جاءوا بهم للحكم ؟
* لكل ما سبق ذكره، ولكن الشعب والصندوق ليسا هما من أتيا بالإخوان للحكم فكما قلت الظروف هي التي خدمت الإخوان لأن كراهية الناس للحزب الوطنى وممثليه ساعدتهم في الوصول للسلطة بنسبة 50%، منهم (25%) أعطوا أصواتهم لمرسي كيدا في المرشح المنافس رغم رفضهم الفكر الإخوانى إلا أن الظروف وضعتهم أمام اختيارين أحسن ما فيهما مر.
- ما رأيك في موقف السلفيين من عدم مشاركتهم باحتفالات 25 يناير بزعمهم أن ذلك لتفادى حدوث فتن بين جموع الشعب ؟
* هذا الموقف من الممكن أن يصنف لصالحهم والحزب بما له من قاعدة شعبية كبيرة من حقه أن يحاول المحافظة على أفراد حزبه من خوض معارك وأعمال عنف مع التيارات المختلفة، وإذا وضعتنى الظروف في مثل هذا الموقف كنت سأتخذ مثل هذا القرار لتفادى إشكالية الاحتكاك بين أبناء الوطن الواحد والحمد لله أن الشعب أعاد بقوته وإصراره ذكرى ثورة 25 يناير والتي تطورت في النهاية لمطالبة السيسى بترشيح نفسه.
- هل تعتقد أن الفطرة الدينية للمصريين ستعطى للصوفية أملا لحجز مكان في المشهد السياسي كبديل عن الإخوان ؟
* أعتقد أن التجربة المريرة للشعب مع الإخوان سيجعله يلفظ أي فكر أو تيار يتحدث باسم الدين وفطرته الدينية مع ممثل هذا التيار جعلته ينفر منه ويستشعر خطر هذا الفكر المتطرف على اعتدال ووسطية المصريين.
- هل ترى أن التيار الإسلامي استئصل من مصر بعد سقوط الإخوان ؟
* الفكرة الإسلامية والانتماء الإسلامي لا يمكن استئصالهما من وجدان معتنقيها، وإنما يمكن للدولة التضييق عليهم حتى يرتدوا على عقبيهم إلى جحورهم وسراديبهم المظلمة مرة أخرى، والفكرة العميقة لا يمكن أن يقضى عليها وصاحبها يزداد تمسكا بها وانغلاقا عليها لهذا أرجو ألا تحاول الدولة إقصاء فريق لحساب آخر، وعليها أن تميز بين من لا يمارس الإجرام ومن يمارسه وتتعامل معه ولا تأخذ الصالح بالطالح، وأتمنى أن يرتقى المجتمع للفكر الإسلامى الصحيح الذي لا يحاسب الكافر على كفره أو انتمائه لدين غير الدين الإسلامي حتى لا يتحول الانتماء لسلوك عدوانى ويتحول المجتمع لغابة يباح فيها سفك الدماء.
- في العقود السابقة كانت هناك محاولات لإحداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين أما الآن فأصبح التركيز على خلق الفرقة والفتنة بين المسلمين وبعضهم.. لماذا يحدث هذا من وجهة نظرك ؟
* التيار الدينى قبل الثورة كان متميزا وذا فكر واعٍ ومتطور ويتمتع بأسلوب حضارى في التعامل وكان يباهى بوسطيته، وظهر هذا جليا في توطيد علاقتهم بالآخر واحترامهم أفكاره ومبادئه في تصريحهم بعدم اعتراضهم على أن يتولى حكم مصر رجل مسيحى أو امرأة، إلا أنه بعد الثورة نشأ منهج جديد للفكر الجهادى السلفى والإخوانى والجماعات الإسلامية بشكل عام وأضحى أبناء هذا التيار يكفر الآخر الذي لا ينتمى لهم ويخلع عنه عباءة الوطنية وتخطى الأمر لحد اعتبارهم أن معتنق هذا التيار في أي دولة في العالم أفضل لديهم من ابن وطنهم الذي لا ينتمى لفكرهم، وأصبح عليه حق الطاعة والمثول لأوامره وإن كانت ضد مصلحة البلد.
- يشعر القائمون على تنفيذ العمليات الإرهابية بأنهم يخدمون الإسلام واذا قتلوا فهم شهداء..ماذا تقول لهؤلاء ؟
* هناك خيط رفيع بين الشهادة والموت قتلا في عمليات إرهابية تستهدف ترويع المواطنين وتمزيق الوطن وكلها أعمال يرفضها الدين مهما كان هدف ونية القائم بها، فلسنا قريشًا وهم المؤمنون كما أننا لسنا يهود المدينة وهم مسلموها فنحن جميعا بمختلف عقائدنا وتياراتنا ومذاهبنا ننتمى لمجتمع واحد ونعيش على أرض واحدة تتسع للجميع وتحتضن أبناءها وتحنو عليهم، ولهذا على الدولة أن تضرب بيد من حديد مرتكبى هذا الجرم الشنيع الذي يهدد استقرار وأمن االبلاد.
- ماهى فرص فوز الفريق سامى عنان ودكتور عبدالمنعم أبوالفتوح في حالة خوضهما الانتخابات الرئاسيه القادمة أمام السيسى ؟
* استحاله أن يفوز أي مرشح أمام السيسى خاصة بعدما نجح أن يثبت أنه واحد من هذا الشعب يشعر بآلامه ويحزن لها ويفرح لفرحه ويعمل عليه، فلن ينسى له التاريخ موقفه البطولى من قضية الشعب تجاه الحكم الإخوانى ومجازفته بمنصبه وحياته في سبيل تلبية نداء أهل وطنه معرضا بذلك نفسه للإقالة أو الإعدام إذا فشلت مهمته ليصبح بذلك زعيما للأمة من قبل أن يصل للحكم.
- أشاع البعض أنه استجاب لإرادة الشعب لتحقيق غرضه في الوصول للسلطة..ما رأيك ؟
* العقلية العسكرية لا يصدر عنها مثل هذا التفكير المريض، لأنهم لو أرادوا السلطة والحكم لتمسكوا به يوم تسلم السلطة من مبارك ولم يكن أى أحد يستطيع إزاحتهم عنها، وعندما لبى السيسى نداء شعبه لم يكن في نيته الترشح للرئاسة حيث كان مرسي مازال رئيسا لمصر وما طلب من مرسي تصحيح علاقته مع كل الأطياف والتيارات.
- هناك من يردد أن الإعلام شوه صورة الإخوان في عيون الشعب..ما رأيك ؟
* كلها أكاذيب من صنع الإخوان لتعليق فشلهم على شماعة الآخرين فإذا كان الإعلام المعارض سعى لتشويه صورتهم لدى الشعب فلماذا لم تتحرك قنواتهم لتصحيح هذا الأمر، ولماذا لم يسع النظام لوضع برامج قادرة على خدمة المجتمع ولصالح مصر ولماذا تجاهلوا مطالب الثورة وتقاعسوا عن أداء دورهم المنوط بهم، فالرئيس أتى للحكم وهو يعلم مدى حجم معارضيه وقوة تأثيرهم في المجتمع لماذا لم يعمل على استقطاب التيارات الأخرى ولماذا لم يتخذ مواقف تمحو الضغينة بين أفراد الشعب وتعيد الأمور لنصابها الصحيح ؟