رئيس التحرير
عصام كامل

عصابات التنقيب عن الآثار تعود للقليوبية... رحلة البحث عن الثراء بالنصب على الفقراء.. (مازر، كمطم، طيكل، قسورة) عدة النصب على الفقراء.. " دم الديك الأحمر والزوهري" مفاتيح للمقابر الفرعونية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت بعض قرى مركز طوخ والقناطر خلال الأسبوع الماضي عودة محمومة للتنقيب عن الآثار في المنازل المملوكة لفقراء وبالتحديد في قرية السيفا وكفر الفقهاء والعمار من خلال عصابات احترفت النصب على البسطاء وإغراءهم بتحويل حياتهم من الفقر المدقع إلى الثراء الفاحش.


البداية كانت في ليلة حالكة السواد انقطع فيها التيار الكهربائي حين سمع عبد الفتاح عبد العزيز وقع أقدام حول منزله بعد منتصف الليل وماهي إلا لحظات حتى يطرق بابه عابر سبيل يفتح له بابه ليجد رجلا لايظهر عليه أثر السفر لكن الريبة والشك تسللا إليه حين أخرج الرجل خريطة من جيبه ويقول : هنا الهدف المنشود انتبه صاحب البيت إلى الكلمات الغريبة التي يقولها الضيف فسأله متعجبا أي هدف تقصد ؟!!.. فقال له إن منزلك مقام على مقبرة أثرية تحمل في طياتها خيرا كثيرا من ذهب وفضة وقطع أثرية ستحول حياتك من هذا المستوى المعيشي الذي تعيش فيه إلى مستوى آخر سيجعلك من أغنى أغنياء مصر.

اعتدل عبد الفتاح في جلسته ليسمع كلام الرجل الذي عرف أنه لم يعد من هذه اللحظة عابر سبيل ليتلقى منه كل المعلومات التي يحملها في عقله. فقال الرجل إن منزلك هو منتصف قرية العمار بالتحديد ويوجد أسفله كنز والكنز موصول مابين المدرسة الإعدادي ومنزلك وسيكون الطريق الوحيد للوصول من خلال الكنز هو سرداب كبير بدايته أسفل منزلك وأعلن الرجل أنه يستطيع تسخير الجن المفوض باستخراج الكنوز والآثار من باطن الأرض.

وقال إن هذه المنطقة تعتبر حسب اعتقاد العديد من السحرة، بؤرة غنية يضم باطنها ثروات لا حصر لها، وقال له أن أجداده من أصل فرعوني واستعملوا منذ الأزل طريقة طبيعية لخزن أموالهم وأمتعتهم بدفنها في الأرض محددا معالمها بخريطة مرسومة أو إشارات مبهمة لا يدرك معناها إلا هو.

وتساءل صاحب البيت عبد الفتاح عبد العزيز من أين أتيت بهذه الخريطة التي تبين أني من أغنى أغنياء العالم بموجب الكنز المدفون تحت منزلي والمتروك لي من خلال أجدادي ؟
فرد الرجل أنه اتصل بالجن الذين يسكنون المنطقة لتحديد الموقع ونقطة البحث، وبعد أن يجمع الساحر المعلومات الكافية عن هذا الكنز، يتوجه إلى عين المكان ليقوم (بتربيعة)؛ والتربيعة علم روحاني لا يدرك مبادئها إلا السحرة المتمرسون، بحيث يأخذ الساحر أربع "طوبات" من الحجر ويكتب عليهم أسماء لبعض الجن (مازر، كمطم، طيكل، قسورة)، وهي نفسها الأسماء المكتوبة على الجدول الذي يحمله.

وهذا الجدول المكتوب بطريقة خاصة يكون بمثابة حلقة وصل بينه وبين الرباعي من الجن الذين يحرسون الخزينة، إضافة إلى حراسها الأصليين، فبمجرد أن يشرع الساحر الذي يكون بمعيته اثنان أو ثلاثة من مساعديه بعد أن حصنهم بالفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي في التواصل مع حراس الكنز، حتى يطلبوا منه بعض الأشياء أو القيام ببعض الطقوس التي تخرج عن الشريعة الإسلامية، فمنهم من يطلب دم الديك الأحمر، وهو طلب سهل وفي متناول السحرة، ومنهم من يطلب دم البشر، والمقصود هنا دم (الزوهري)، وهو شرط لازم لتنفتح الأرض وتصعد الخزينة التي قد تبلغ قيمتها مئات الملايين، ولكي لا يضيع وقت السحرة في عتمة الليل، يجلب هؤلاء شابا (زوهري) معهم إلى عين المكان لقضاء المهمة بسرعة قصوى؛ والخطير في هذه العملية، هو أن الجن قد يطلب دم (الزوهري) من المناطق التي يشتهيها، وغالبا ما تكون الرقبة أو الفرج أو الذراع الأيسر"، فما إن يلبي الساحر طلب الجن حتى تكشف الأرض عن خزينها، ليغنم هؤلاء بعد عناء ليلة من التعزيم والتلاوة غير المنقطعة لبعض التعاويذ، كنزا من الذهب أو المرجان أو الياقوت أو الفضة حسب اعتقادات لا يستسيغها العقل.

الغريب أن الرجل أطلع عبد الفتاح عبد العزيز على أشخاص ذاع صيتهم في الفترات الأخيرة داخل القرية بعدما كانوا يعيشون حياة بسيطة قبل أن يتحولوا إلى أثرياء بفضل أنه استخرج لهم كنوزا من تحت بيوتهم ،وسرعان ما سأل عبد الفتاح الرجل عن مدى استفادته من استخراج الكنز له فرد الرجل أنه يأخذ مبلغا ماليا ضخما قبل الحفر وقبل سحب الكنز من أسفل الأرض.

عبد الفتاح أنهى جلسته مع الساحر ليخرج في اليوم التالي يجلس مع أصدقائه فيفاجأ بأن زائر الليل لم يكن عنده وحده وإنما زار معظم أصدقائه في نفس الليلة بقرية العمار.
الجريدة الرسمية