رئيس التحرير
عصام كامل

خبيرة نفسية: إقامة المرأة حفلات الطلاق تعكس معاناتها في زواجها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بدأت ظاهرة جديدة وغريبة تجتاح العالم منذ نحو ثلاث سنوات، وهي إقامة حفل للطلاق يشبه تماما حفلات الزواج، وكان مبتكر هذا النوع من الحفلات موظف مبيعات ياباني، والذي أنشأ قصرا للطلاق في مكان صغير بطوكيو، وجاءت لـ«تيراي» - الذي يعتبر أنه أول متعهد لحفلات طلاق في اليابان – فكرة حفلات الطلاق لمساعدة الأزواج على الاحتفال بقرارهم بالانفصال بعد أن مر أحد أصدقائه بتجربة طلاق مريرة.


وانتقلت هذه الفكرة من اليابان إلى أمريكا، لكن تطورت قليلا لتحمل شكل حفلات الزواج، من حيث تحضير تورتة للطلاق كتورتة الزفاف، لكنها بدلا من أن تحمل تمثالا للعروسين، تحمل تمثالا للزوجة المطلقة والزوج في نهاية التورتة من الأسفل ملقيا على ظهره، كما أن هناك تورتات متصدعة، أو مقسومة نصفين أحدهما يقف عليه الزوج، والآخر يقف عليه الزوجان كتعبير عن الانفصال.

ومن أمريكا للسعودية، حيث بدأت السيدات المطلقات يحتفلن بطلاقهن، لكن بشكل يتسم بالمبالغة والبزخ، وبإرسال دعوات للأصدقاء لحضور حفل الطلاق الصاخب.


ولكن الأمر يحتاج لوقفة لتفسير الأمر، فلماذا تلجأ المرأة للاحتفال بطلاقها، في حين أن المعتاد أن هذه التجربة تعتبر شرخا في حياة المرأة، ويؤثر بالسلب على نفسيتها، بل إن هناك بعض النساء يعتزلن الحياة بعد الطلاق؟ 


وتشير دكتورة عبلة إبراهيم خبيرة العلاقات الزوجية إلى أن الأمر على الرغم من أنه مستغرب على مجتمعنا العربي، كما أنه يحمل بعض المبالغة من حيث الاحتفالات الصاخبة وما تحمله من بزخ وترف، إلا أن له بعدا نفسيا خطيرا.

وتكمل دكتورة عبلة قائلة: لجوء المرأة للاحتفال بانفصالها عن زوجها يحمل الكثير من المعاني، أولها مدى المعاناة التي عاشتها مع هذا الزوج على المستوى النفسي، وشعورها أنها تخلصت من أزمة كبيرة تستحق الاحتفال، كمن تحتفل بشفاء أحد أبنائها مثلا لشفائه من مرض خطير، أو عندما يجري عملية خطيرة، فهي تحتفل بخلاصها.

كذلك يحمل هذا الاحتفال، والكلام ما زال على لسان دكتورة عبلة، رسالة غير مباشرة للمجتمع العربي، الذي ينظر للمطلقة، وكأنها تحمل العار لأهلها، ودائما يحملها هي سبب الطلاق، ولا يفكر في كونها كانت تعاني مع زوج مدمن أو سادي، أو خائن، وغيرها من النماذج السيئة للأزواج، فهي بهذا الاحتفال تخبر المجتمع ككل بأنها لا تأبه بنظرته لها، بل إنها على أتم الاستعداد لمواجهته.


وتؤكد دكتورة عبلة أن المرأة التي تقبل على الاحتفال بطلاقها دائما امرأة قوية صلبة في مواجهتها للمشكلات، تحاول أن تخفي ضعفها الأنثوي بالتظاهر بالعكس.
الجريدة الرسمية