في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير
الجميع كانوا يريدون الاحتفال والاحتفاء بالذكرى الثالثة لثورة ٢٥ يناير، لأنها في الحقيقة ملك لشعب مصر، بكل فئاته وطوائفه وشرائحه.. حتى الذين وقفوا ضدها أو لم يقفوا معها أو الذين كانوا مترددين في موقفهم إزاءها، هؤلاء من حقهم أن يحتفلوا بها.. لكنى لست مع من يريد أن يجعلها ملكية خاصة، فلولا الشعب ما كانت هناك ثورة ولا يحزنون.. الذي جعلها ثورة هو الشعب، والذي أضفى عليها روح الثورة هو الشعب..
صحيح، نظام الحكم لم يتغير، وبقى على حاله، وهو ما دفع الشعب لأن يخرج مرة ثانية في ٣٠ يونيو، أي بعد عامين ونصف العام، لكى يصحح المسار في ثورة غير مسبوقة في تاريخ البشرية..
ومن ثم، إذا ظل الوضع على ما هو عليه دون تغيير
يذكر، فأبشركم بأنه سوف تكون هناك ثورة ثالثة، ربما بأسرع وأقوى مما تظنون.
إن
الاحتفال في حد ذاته شىء مطلوب، خاصة إذا كان في مواجهة محاولات تعكير الأجواء..
لكن، لابد أن تتبعه خطوات جادة وإصرار واضح على التغيير المنشود، وإلا فقد قيمته
وكان حجة على من قام به.
الشعب
يعرف ببصيرته النافذة وذكائه الاجتماعى الحاد من يعمل بجد وإخلاص وصدق، ومن يداهن
ويتملق ويتسلق، خاصة أن الجميع أصبح مكشوفا، حتى من ورقة التوت.. صحيح أن هذا لن
يمنع أرباب المداهنة والتملق والتسلق عن أداء أدوارهم المعتادة، فقد جبلوا على
التواجد والأكل على كل الموائد..
صحيح أن نسبة من قالوا «نعم» في الاستفتاء كانت كاسحة، لكن في الوقت ذاته يجب أن نعترف بأن نسبة الحضور كانت قليلة وغير متوقعة، لكنها لا تنال بأى قدر من شرعيتها.. ربما كانت هناك أسباب متعددة لذلك، غير أن الشعب في الغالب الأعم لا يقبل على الاستفتاءات بدرجة كبيرة.. أعتقد أن الإقبال على انتخابات الرئاسة سوف يكون مختلفا، ونتيجة الفوز فيها سوف تكون مختلفة أيضا، وبقدر ما تكون نسبة الفوز كبيرة، بقدر ما سوف يكون التفاعل مع الرئيس الفائز كبيرا، وهو أمر مطلوب..