رئيس التحرير
عصام كامل

بديع خيرى.. «المقاهى هي مدرستى»

فيتو

«قوم يامصرى.. صبح الصباح فتاح يا عليم.. ياواش ياواش يامرجيحة»، هذه الكلمات التي يرددها الشعب منذ سنوات وحفرت في وجدانه، هي من تراث بديع خيرى الذي يعانى تراثه من الإهمال لسنوات طويلة.

ولد بديع خيرى بالقاهرة عام 1893، يتصل نسبه إلى أصول تركية، عمل والده في دائرة حسابات الخديو عباس الثانى، حفظ بديع القرآن الكريم كاملا، حصل على دبلوم المعلمين، وتنقل بين المقاهى والموالد يستمع إلى الأشعار والسير الشعبية، حتى أنه يقول (هذه المقاهى هي مدرستى الأولى في التأليف المسرحى، حتى لهجات البلاد العربية عرفتها وحفظتها في هذه المقاهى).

انضم بديع خيرى إلى الحزب الوطنى، الذي أسسه الزعيم مصطفى كامل، منذ صباه وبدأ نشر قصائده بجريدة الحزب، وهو في الخامسة عشرة من عمره، كذلك نشر بجريدة المؤيد مؤلفاته من الشعر الفصيح، ثم اتجه إلى كتابة الزجل ومنه إلى المونولوج الذي دخل المسارح، وعرض بين فصول المسرحيات.

كان أول مونولوج وضعه بديع خيرى عام 1917 للمونولوجست فاطمة قدرى، يقول مطلعه (ليلة العيد كنت مخدرا.. في ميدان عابدين ماشى أتمختر )، وبهذا المونولوج دخل بديع خيرى عالم المسارح.. فوقع معه نجيب الريحانى عقدا أصبح بموجبه مؤلفا لفرقة الريحانى.

أصدر بديع خيرى دوريات صحفية تهتم بالزجل منها السيف، المسامير، المطرقة، الكشكول، الراديو، الفارس، الفكاهة»، ومن مجموعاته القصصية "البزرميات" التي كان يوقعها باسم "أبو فصادة".

لحن كبار الملحنين لبديع خيرى، فلحن له سيد درويش قصيدة (دنجى دنجى)، وأغنية (الحلوة دى قامت تعجن في الفجرية)، ولحن محمود الشريف (أغنية الحمام)، وزكريا أحمد (أنا طير جريح )، ولحن محمد فوزى (لى عشم وياك ياجميل)، وتوفى في أول فبراير 1966.
الجريدة الرسمية