رئيس التحرير
عصام كامل

"بول مارشال" صاحب التقارير العنيفة ضد مصر يزور القاهرة.. هاجم حكم "الإرهابية" وحذر أمريكا من فقدان نفوذها بسبب الإسلام الراديكالي.. يلتقى رموز الدولة الدينية.. وتوقعات بتقارير إيجابية لـ"هادسون"

بول مارشال الخبير
بول مارشال الخبير بمعهد هادسون الأمريكي

اعتبر البعض زيارة "بول مارشال"، الخبير بمعهد "هادسون"، الأمريكي، إلى مصر والذي يهتم بملف الأقليات الدينية، وخاصة المسيحية، أنها زيارة اعتيادية للاطلاع على وضع الأقباط عقب ثورة 30 يونيو، ورحيل جماعة الإخوان "الإرهابية" عن الحكم، في الوقت الذي سيلتقى فيه عددًا من رموز الدولة الدينية، فيما اعتبر البعض الآخر أنها تأتى في سياق التحريض، لكن المتابع للتقرير الذي وضعه "مارشال" حول الأحداث الطائفية التي شهدتها مصر، خلال الأعوام الماضية، يدرك أن زيارته ربما تغطي على صفحة التقارير السلبية حول حقوق الأقباط، وشعور العالم بالصورة الحقيقة التي رسمها المصريون حول تمسكهم في وحدتهم بنبذ العنف والإرهاب وظهور المصحف إلى جوار الإنجيل بميدان التحرير مجددا إبان ثورة 30 يونيو.

ارتبط اسم "بول مارشال"، بتقارير عنيفة ضد النظام المصري، فيما يتعلق بالحوادث الطائفية التي تقع ضد الأقباط، وحذر في وقت سابق من مواجهة المسيحيين في مصر مصير المسيحيين بالعراق".

"مارشال" يشغل منصب ممثل مؤسسة "فريدوم هاوس" الأمريكية التي تنشر تقريرًا سنويًا بشأن الحريات في العالم، إلى جانب عمله كخبير بـ"معهد هادسون"، ويهتم بقضية الأقليات وخاصة المسيحية بدول منطقة الشرق الأوسط، وله مساهمات عدة فاعلة بعدد من المؤتمرات التي خصصت لمناقشة أوضاع المسيحيين بالعراق في ظل الصراع (السنى الشيعى)، واستهداف الجماعات المتطرفة للكنائس، وارتكاب مجازر دموية في صفوف المسيحيين، ما أدي إلى وقوع هجرة جماعية في صفوفهم هربًا من العنف الطائفى الذي يمارس ضدهم هناك على يد ميلشيات تتبنى الفكر الراديكالى المتطرف تجاه الآخر.

نشاطه بالمنطقة فيما يتعلق بهذا الملف، لم يقتصر على الدول العربية بل امتد إلى أفريقيا، وكتب مقالا بصحيفة " الواشنطن بوست" الأمريكية بعددها الصادر بتاريخ (8-10-2002) تحت عنوان " المعقل القادم للأصولية الإسلامية" مشيرًا إلى نيجيريا، وحذر واشنطن من مغبة غض الطرف عن الحركات الإسلامية الراديكالية المتطرفة، والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان أمريكا لنفوذها حول العالم بسبب عجزها عن حماية الأقليات سواء المسيحية أو الشيعية أو السنية بالدول ذات الأغلبية الشيعية

وطالت تحركاته الرامية في هذا الملف دول شرق أسيوية، منها أفغانستان وباكستان، على خلفية بزوغ نجم القاعدة وطالبان، واستهداف العناصر التابعة لهم للأقليات المسيحية، والشيعية.

بعد هذا العرض حول نشاط الرجل بهذا الملف، تبقى زيارته إلى القاهرة التي لم تُشَع بوسائل الإعلام حتى الآن تحمل الكثير من علامات الاستفهام وتغلف بالأسرار، وربما تكشف الأيام المقبلة، لنا عقب ظهوره بوسائل الإعلام بنود أجندته الحقوقية التي يحملها إلى القاهرة بخصوص حماية الأقليات.
الجريدة الرسمية