رئيس التحرير
عصام كامل

"السندة" تنذر بكارثة صحية في مطروح.. الأهالي يضطرون لاستخدامها في الشرب والمياه مليئة بالفيروسات.. استيراد ليبي وتكلفتها 1700 جنيه.. خطورتها في الملح الزائد والصخور المشعة

تلوث المياه - صورة
تلوث المياه - صورة ارشيفية

اضطر أهالي مطروح في الآونة الأخيرة، ومع الانقطاع الدائم لمياه الشرب وعدم توافرها بالمحافظة إما بسبب السدة الشتوية أو التعدي على خطوط المياه، إلى اللجوء لحل آخر يوفر لهم احتياجاتهم من المياه وبتكلفة منخفضة تتراوح بين 1500 و1700 جنيه، ويدفع المواطن هناك هذا المبلغ مرة واحدة، ويضمن وجود المياه بعدها باستمرار، ولكنه لا يدرك أنه يستمر في دفع الثمن الأغلى من صحته وصحة أسرته.


إنها "السندة" التي انتشر استخدامها لاستخراج المياه من باطن الأرض على مدى الخمس سنوات الأخيرة بمطروح، وهى استيراد ليبي مشاع استخدامها هناك.

و"السندة" هي عبارة عن حفارات للتنقيب أنواعها "الروتاري والبريمة" وتشبه في طريقة عملها الطلمبات الحبشية المتواجدة في ريف مصر؛ ويستخدمها في مطروح بعض أصحاب الفنادق والمصايف والورش والمخابز الدوارة وحتى المطاعم والمساجد كحل لتوفير المياه.

وقال "سيد دبور"، مدير البيئة بمطروح سابقا، إن خطورة استخدام السندة تكمن في انتشار مياه الصرف الصحي وخاصة بمدينة مرسى مطروح.

وأوضح أن المياه المستخرجة ما هي إلا عدسات من المياه المرشحة من مياه الأمطار المختلطة بالصرف الصحي الحاملة للفيروسات والبكتريا.

وأشار "دبور" إلى أن المياه الجوفية النقية توجد على أعماق بعيدة جدا لا تصل إليها الحفارات المستخدمة في السندة، والتي تسحب المياه على بعد أقل من 20 إلى 30 مترا وهى أعماق مشبعة بالصرف الصحي والمواد الملوثة.

وأكد "رمضان إبراهيم"، كيميائي، أن نتيجة تحليل عينات من مياه السندة المحفورة على أعماق مختلفة من الأرض أثبتت أن نسبة الأملاح وصلت إلى 4000 مم/ لتر بمياه السندة بينما النسبة الطبيعية بمياه الشرب لا تزيد عن 1000 مم/ لتر، فضلا عن احتواء مياه السندة على مادة الأمونيا المسببة للعديد من الأمراض.

وأضاف أن خطورة استخدام السندة على الأماكن الصحراوية تعود لاحتواء بعض الصخور على مواد مشعة بطبيعتها، ويمكن أن تؤثر على المياه المختزنة تحتها مما يؤثر على الجينات الوراثية، وتسبب تشوه الأجنة فضلا عن الأمطار الحمضية التي يمكن أن تحتويها تلك المناطق.

وشدد أن المعالجة بالفلاتر متعددة المراحل لمياه السندة لا تجعلها صالحة؛ لأن وظيفة الفلتر هي تنقية الشوائب والمواد الصلبة ولا تؤثر في التركيب الكيميائي للمياه الملوثة من الأساس.

ومن جانبه حذر الدكتور "إبراهيم أنيس"، مدير عام الطب الوقائي بمديرية الصحة من خطورة استخدام مياه السندة على الصحة العامة لاحتوائها على العديد من الفيروسات والبكتيريا المؤدية للإصابة بأمراض الفشل الكلوي والكبدي والفيروسات المسببة للإسهال ومرض الكوليرا والدوسنتاريا الأميبية والدودة الكبدية والسرطان ونهى عن استخدام مياه السندة في الأغراض المنزلية لتجنب الإصابة بالأمراض الجلدية المختلفة.

وصرح عبد الغفار الملاح رئيس مدينة مرسي مطروح أنه خلال الشهرين الماضيين تم رصد أكثر من (16) منشأة في نطاق مدينة مرسى مطروح تستخدم السندة، وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية حيالها، وتحرير المحاضر اللازمة ضد المخالفين، والتي تصل إلى غرامة (50 ألف جنيه) وبالطبع غلق السندة.

وأشار إلى قيام اللجان المشكلة من مجلس المدينة والبيئة والصحة وشركة المياه وجهاز تحسين البيئة والشرطة بالحملات الرقابية شهريا وسيتم تكثيفها خلال الموسم الصيفى مع انتعاش الحركة السياحية والتجارية.

ومن جانبهم أكد المسئولون بشركة مياه مطروح أن انتشار السندة، واستخدامها بالقرب من خطوط المياه يؤدى كثيرا إلى اختلاطها بمياه الشرب وتؤدي إلى تلويث الخط بأكمله. 

كما أن بعض أصحاب المنشآت السياحية والتجارية يستخدمون السندة لتقليل استهلاكهم من المياه النقية والتي يتم محاسبتهم ماليا عليها بشرائح أعلى من المواطن العادي وبالتالي يحققون مصالحهم الفردية دون النظر لمصلحة المواطن، فضلا عن خداع المصطافين باقتناعهم بسوء وتلوث مياه مطروح وهى في الأصل مياه السندة المختلطة بالصرف الصحي لتحقيق مكاسب وأرباح خيالية من بيع المياه المعدنية.
الجريدة الرسمية