رئيس التحرير
عصام كامل

مساجد مصر تنتفض ضد «الفقر».. علماء الأزهر والأوقاف يفتحون باب الأمل أمام أهالي العشوائيات بخطبة جمعة موحدة.. يطالبون الحكومة ورجال الأعمال بالتعاون لإنقاذ الملايين..ويذكّرون بأوامر الله لكفا

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

في مدينة العاشر من رمضان، طالب وفد أزهري برعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الحكومة بتطوير المناطق العشوائية والاهتمام بالخدمات التعليمية والرعاية الصحية للفقراء والمقيمين بهذه المناطق.

وطالب العلماء المشاركون في الوفد، رجال الأعمال بالمساهمة والمشاركة مع الدولة في توفير تلك الخدمات لهذه المناطق والعمل معها من أجل توفير المتطلبات اللازمة من خدمات صحية وتعليمية وفرص عمل لأبنائها.

فمن جانبه، قال الشيخ محمد عز الدين، وكيل وزارة الأوقاف، في خطبة الجمعة بمسجد عثمان بن عفان بالمدينة: "إن لكل إنسان ضروراته واحتياجاته التي لا يمكن أن يحيا أو يعيش دونها، وهذا ما وفَّره الله لآدم في الجنة التي أسكنه إياها، فقال الله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى، وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى}". 

وشدد على أن "الإسلام جاء ليضمن للناس السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة، ويحقق لهم بمنهجه الواضح الشامل ما يوفر لهم ضروراتهم واحتياجاتهم، وهذا لن يتأتى إلا إذا تعامل الناس بالتكافل والتراحم في أسمى معانيهما، لا الأحقاد والضغائن"، وفق كلامه.

فيما أكد الدكتور عبد المنعم أبو شعيشع، وكيل كلية أصول الدين بطنطا، في خطبة الجمعة من مسجد "نور الإيمان" أن الرسول محمد نفى الإيمان عمن يرى المحتاج ولا يسد حاجته، أو يرى الجائع ولا يردّ جوعته، مستشهدا بقول رسُول اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُؤْمِنُ مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ طَاوٍ إِلَى جَنْبِهِ» أخرجه الطبراني.

كما شدد الدكتور محمد عبد العاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، في خطبة اليوم الجمعة من مسجد المبارك على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان لا يطيق أن يرى عريانًا ولا جائعًا، ولا صاحب حاجة لا يجد ما يسد حاجته، إلا سارع إلى سد حاجته ودعوة أصحابه بالوقوف إلى جواره ورفع معاناته، مستشهدا بقوله الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

أما الشيخ محمد زكي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في خطبة الجمعة من مسجد الصيفي، فذكر أن الإسلام رغّب في الإنفاق في سبيل الله، وضاعف ثوابه عند الله، مذكرا بقول الله تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

وأكد الدكتور حسن خليل الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر في خطبة الجمعة من مسجد السلام أن مشكلة العشوائيات التي يعانيها المجتمع تتطلب تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية لتحقيق التطوير الكامل لهذه المناطق، ليس فقط عمرانيا لكن أيضًا اجتماعيا وإنسانيا، لأن هذا يعتبر بمثابة إنقاذ جيل جديد يقطن تلك العشوائيات من مختلف الأمراض الاجتماعية مؤكدا أن الإسلام بتشريعاته العظيمة في المجال الاجتماعي ينزع الغل من الصدور، ويُشعر الجميع أنهم متساوون في الحقوق والواجبات.

الجريدة الرسمية