رئيس التحرير
عصام كامل

لو كنت رئيس مصر «1»


البحث عن الأمل والخروج من الأزمة التى تعيشها مصر، هو طموح كل وطنى مخلص يسعى للتفكير والإبداع؛ للخروج بصيغة توافقية تنقذ مصر مما تعانيه من تخبط واضح فى الإدارة، وتراجع جميع مقومات الحياة، وتصاعد الغضب الشعبى، وتحوله لمد ثورى ضد الرئيس، فهل نترك وطننا مصر يسقط أو ينهار؛ لأن الرئيس سنة أولى رئاسة، ولم يدرك بعد مهام وظيفته، وأبعادهها، ولذلك كمواطن مصرى تخيلت للحظات أننى رئيس الجمهورية، ودخلت مكتبى، وجلست أدرس الملفات؛ لأخرج بتحديد المهام، والأولويات فى محاولة؛ لوضع خطة عمل حقيقية تحقق رغبات المواطنين، وبعد دراسة الملفات المتعددة ورصد الرأى العام، وأبرز القضايا الملتهبة فى الشارع المصرى، وجدت أننى على موعد مع عدة قضايا، وملفات هامة فى مقدمتها الملف السياسى، فلكى أقود وطن مثل مصر يجب أن أحدد قواعد المشهد السياسى، ورسم ملامحه بشكل واضح، ولذلك قررت التالى:



أولًا: قررت أن أكون رئيسًا لكل المصريين، وأن أخلع رداء الحزبية، وأخرج من حزبى الذى قادنى للرئاسة، وأن أجمع كل الأحزاب حولى، ونرسم معًا مستقبل المشهد السياسى، وأسعى بكل قوة لاحتواء المعارضة، وامتصاص غضبها ورغبتها فى السلطة من خلال إشراكها فى إدارة شئون البلاد، وعملية التحول الديمقراطى بحوار حقيقى، فلن استطيع وحدى حكم مصر وإن خسرتها خلقت لنفسى أعداءً كثيرين سيجعلون مهمتهم انتقادى، وإبراز سلبياتى، ولذلك لن اترك المعارضة قبل أن نتفق كيف سنبنى مصر معًا .

ثانيًا: أن أحاول صنع مؤسسة رئاسية حقيقية من مساعدين، ومستشارين، وحكومة، وأن أسعى بكل قوة لأجمع حولى مجموعة من خيرة عقول ومفكرى مصر فى جميع المجالات المختلفة، فلن أنجح لوحدى فلست متخصصًا فى كل شىء، ولست الرئيس المعجزة، فكلنا بشر نخطئ ونصيب، ولذلك قررت البحث عن المتخصصين فى جميع المجالات، ولا يهمنى الانتماء الحزبى، والسياسى، فالمعيار هو العلم، والخبرة، والرغبة فى خدمة مصر، ولن اختارهم لمجرد الشهرة، بل سأطرح ما يشبه المسابقة لاختار من بين المتقدمين صاحب الأفكار الخلاقة والمشاريع الرائدة، والتى أشعر من خلالها أن فريقى الرئاسى سيقدم لى الأفضل مما يجعل كل قراراتنا تصب فى صالح المواطن بشكل عام، وتجعله يشعر بأن مصر تتقدم فلا مكان فى فريقى للحزب الواحد، والفكر الواحد فالتعدد والتنوع أساس الحياة .

ثالثًا: الشعوب الثائرة الغاضبة تحتاج لرئيس ثائر ليس تقليديًا، بل رجل يحارب الفساد بكل قوة فمؤسسات الدول المستبدة قائمة على الفساد جعلها كالسوس ينخر فى جسد الوطن، ولذلك قررت أن أضع حدًا للفساد المنتشر فى مؤسسات الدولة بالقانون بدون إقصاء أو ظلم أو تصفية حسابات مع خصوم أو معارضين، بل سأقوم بعمل هيئة لمكافحة الفساد يتولاها مجموعة من الخبراء فى جميع المجالات، وتشرف عليها لجنة متابعة من الحكومة والمعارضة تجعل العدل هدفها، والدلائل والقرائن أدواتها، فى الحكم على المفسدين، وفى المقابل سأجعل مؤسسات الدولة تختار قياداتها من بينها بالانتخاب الحر المباشر، فلن تجدوا حزبًا يسيطر على كل مناصب الدولة والمعيار الأساسى فى تولى المناصب القيادية للعلم والخبرة فقط لاغير؛ لأن الناجحين المبدعين يصنعون التاريخ، والفاشلين الفاسدين مصيرهم مزبلة التاريخ.

رابعًا: الشباب هم مستقبل مصر، ولذلك لا بد من إشراكهم فى قيادة البلاد عبر تدريبهم وتأهيلهم؛ للمشاركة فى العمل التنفيذى داخل مؤسسة الرئاسة، والوزارات، والهيئات، وسأدعمهم بكل قوة؛ كى يخرجوا أفكارهم لنرى منهم الوزير، والمحافظ، ورئيس الهيئة، وأنا على ثقة أنهم سيعبرون بمصر نحو التقدم والتنمية؛ لأنهم الأمل الحقيقى فى مستقبل أفضل .

وللرئاسة ملفات أخرى.
dreemstars@gmail.com


الجريدة الرسمية