رئيس التحرير
عصام كامل

طرائف وغرائب الأفراح بالفيوم.. قاضي ووزير يوم الحنة.. مزاد علني على براد الشاي.. «القصلة» عند «الُّرحل» تساوي عقد القران.. والضيوف يشترون من أهل العريس القرى والنجوع

راتب راجح يوسف  نساب
راتب راجح يوسف " نساب عربي "

لكل مجتمع عاداته وتقاليده الخاصة بالأفراح، وهناك طقوس خاصة للأفراح في محافظة الفيوم يرويها "النساب" راتب راجح يونس قائلا: إن يوم الحناء في مركز طامية تعقد جلسة في بيت أحد أصدقاء العريس يكون متفق عليها قبل الفرح بشهر على الأقل ويعتبرها العرب مجاملة للصديق.

وأضاف يونس أن هذه الجلسة يطلق عليها مسمى (القعدة) وننتخب من بيننا أكثرنا لباقة وكياسة لينصب على القعدة، قاضيا ثم الذي يليه ينصب وزيرا للقاضي ويبدأ القاضي بتحصيل رسوم القعدة عادة تكون مبلغا زهيدا لا يزيد على الجنيه توضع في حصالة يتم تجميع الغرامات عليها طوال الليل لتوضع في يد العريس، مهمة القاضي والوزير هو التحكيم في شكل فكاهي بين المتقاضين من أصدقاء العريس.

وأغرب شكوى تقدم بها أحد الحاضرين في فرح واحد من أبناء عمنا أثارت ضحك الجميع واستغرابهم فقد رفع أحد الضيوف يده وأذن له القاضي بالكلام فقال أشتكي جاري الذي اتفق معي على أن نزرع أرضنا سكر وبعد أن زرعت أنا، زرع هو أرضه نمل فأكل نمله سكرنا، وحكم القاضي على زارع النمل بالغرامة مائة جنيه.

قرى للبيع..

وفي الصباح تقام جلسة أخرى يطلق عليها "العراسة" وهي تشبه قعدة الحنة إلا أنها تتكون من شباب فقط بخلاف القعدة التي تشمل الكل كبيرا وصغيرا ثم إن "العراسة" ليس لها قاضٍ، وفي "العراسة" تباع القرى والنجوع المجاورة للضيوف بالمبلغ الذي يتفق عليه بينهم وبين صاحب الدار ثم ينطلق المشترون إلى النجوع التي اشتروها ويسألون كل من يلتقون به وكل البيوت عن حق العراسة فمنهم من يعطيهم مالا ومنهم من يعطيهم خبزا أو قمحا وذرة وبعض السيدات تمنحهم بيضا وجبنا ثم يعودون بما حصلوا عليه إلى العراسة فإما أن يشتري صاحب الدار ما حصلوا عليه وإما يتركونه ليبيعه أو يحصل عليه لنفسه مقابل ثمن الشراء الذي اتفق عليه مسبقا.

مزاد على براد الشاي..

ويضيف النساب راتب يونس: "لدى أبناء عمومتنا في بعض قرى بني سويف يتم دعوة الأهل والأصدقاء أيضا في بيت أحد أصحاب العريس ثم يغلون برادا من الشاي يقام عليه مزاد علني يصل سعره أحيانا إلى 100 ألف جنيه ثم يأخذ البراد من رسي عليه المزاد ويدور على كل الحضور يصب لهم بعضا من الشاي وينقطه الضيف كل حسب مقدرته ويتم تسجيل اسمه أنه حضر ونقط القعدة لأن هذا واجب على العريس لابد أن يرده في مثل هذه المناسبات ثم ينطلق بعد ذلك العريس ليصب الشاي لضيفات والدته ويتحصل على النقوط أيضا وكل ما يحصل عليه هنا يعود إلى حسيبه فهي مقامرة ولكن ليست بغرض المكسب بقدر ما هي مجاملة للعريس في ليلة حنته".

طقوس العرب الرحل..

وتابع يونس قائلا: "أما أبناء عمومتنا في القبائل الرحل فطقوس الزواج لديهم ممتعة تبدأ منذ أن يرغب الشاب في الزواج فيخبر والدته التي تخبر الوالد بدورها فيعقد الأب جلسة مشورة مع الابن الأكبر وإن لم يوجد يكون مع أبناء العمومة لاختيار عروس للشاب غالبا تكون من أبناء عمومته لأن كل أبناء قبيلة يزوجون ويتزوجون من قبيلتهم، ويستقر الأمر على عروس فيتم تكليف وفد من النساء لزيارة أم العروس.

وأضاف قائلا: عند زيارة وفد من النساء لأم العروس، تقول أم العريس لها ( ولدي فلان ) له مقسوم عندكم ثم تخبر والدة العروس والدها، وهنا أحيانا تقع كارثة إذ أن والد العروس لو كان لديه أكثر من بنت فهو الذي يختار البنت التي تذهب إلى بيت ابن عمه (العريس)، وبعد أن يستقر الأمر وغالبا لا يرفض والد العروس طلب أبناء عمومته فيتفقون على موعد للخطبة يرسل والد العريس قبلها خروفين إلى والد العروسة.

وفي اليوم المحدد يقول شيخ القبيلة اشهدوا أن فلان ابن فلان له مقسوم في بيت عمه فلان ابن فلان ويعتبر هذا بمثابة العقد الموثق حتى لو استمرت الخطبة عشر سنوات وقبل الزواج بشهر يبدأ الشباب في التجمع أمام بيت (خيمة) العريس ويظلون طوال الليل يصفقون ويتغنون أغاني (علم) ويظلون يرددون الأغاني حتى تدخل الحجالة وهي إحدى قريبات العريس وتظل ترقص على كفوف الحاضرين ذهابا وعودة في خط مستقيم وقد يخرج أحد الشباب واضعا عصاه في الأرض أو سلاحه أو يطلق عيارا ناريا في الهواء ويقول (لزومي) وهذا يعني أنه هو الذي يقوم بالغناء.

وفي أكثر الأوقات الحجالة هي التي تختار من يصاحبها في الغناء إما بأن تقف أمام شخص وتضع عصاها على رأسها أو تغرسها أمامه وترقص وهي واقفة دون حركة فلزاما عليه أن يصاحبها في الغناء ولا يكف عن ذلك حتى تتحرك الحجالة، هنا يصمت، وإذا أشارت بعصاها على الجميع معناها أن كفوف الرجال لا تعجبها وعليهم زيادة التصفيق حتى تختار من يصاحبها في الغناء، ثم يأتي يوم الزفاف ويبدأ في الثامنة صباحا فتصطحب النساء العروس في الشبرية (الهودج) إلى الدار الكبيرة (خيمة كبير القبيلة) وتقام هناك الموائد حتى بعد غروب الشمس فيتم اصطحاب العروس ومعها صندوق حاجاتها الشخصية إلى بيت (خيمة) العريس وبعد دخولها يمنع المرور من أمام هذه الخيمة طوال هذه الليلة.

عقد زواج على "قصلة" فول..

أما أبناء عمومتنا من قبائل المشارقة، والكلام لراتب، فلديهم عادة في الخطبة لا ينازعهم فيها أحد، فعند تقدم العريس إلى والد العروس يصطحب والد العريس معه "قصلة" وهي ساق الفول أو أي عصا ويقول لوالد العروس مقسوم ولدي عندك فيأخذ منه والد العروس "القصلة" فيكسرها، معناه أن الكلام لا رجعة فيه وأن البنت للولد مهما كانت الأسباب وباقي الطقوس كما هي لا تختلف.
الجريدة الرسمية