رئيس التحرير
عصام كامل

كلنا نحب "ألفة"!


ستدخل قلبك إن قابلتها ولو للحظات معدودة.. وستخطف عقلك إن التقيتها حتى ولو بشكل خاطف.. وستكسب احترامك لها إن تعاملت معها بأي طريقة كانت.. وسوف تتصل بك في كل المناسبات السعيدة إن اتصلت بها مرة في أي مناسبة.. ولن تنسى معك أي واجب إن قمت معها بأي واجب.. والواجب الذي تقدمه لها هو خدمة لشخص بسيط قد يلجأ إليها.. أو عملا توفره لمحرر أو لأي زميل يطلب منها أن تبحث له عن عمل.. لن تضبطها يوم عابسة حتى وهي في أشد حالات البؤس.. ولن تجد عند لقائها إلا ابتسامة مشرقة وكرما كبيرا ونصيحة صادقة وكل جهد ممكن أن تقدمه لإسعادك!


ألفة السلامي.. قصة جميلة بدأت في تونس وتستمر في القاهرة وتمتد بينهما..إنها الصحفية الإعلامية العربية التونسية التي تحمل الاسم السابق.. جاءت قبل عشرين عاما تقريبا ليكتب لها القدر في مصر قدرا ومصيرا.. وتستقر فوق أرض النيل أخت لكل من قابلها ورآها وتعرف عليها.. وأخت لكل من تعاملت معه إنسانيا وعمليا.. إلا واحدا.. واحدا فقط اختارها لتؤسس معه شراكة عاطفية مقدسة ومحترمة.. رآها هناك..أو رآها هنا.. لا فرق.. فالنتيجة واحدة.. ذهب إلى هناك ليعود ليس ليطلب يدها فقط.. وإنما ليطلبها كلها ويعود بها لتستقر معه وفي حياته.. إنه المحامي المعروف المرموق الأستاذ طارق نجيدة المحترم الوقور.. واحد من جيل نقاء النقاء.. ليس في العمل القانوني أو السياسي فحسب وإنما في الحياة كلها بمختلف ملامحها وتفاصيلها!

باختصار يستحقها وتستحقه.. يربطهما الانتماء الناصري.. وربطهما الحب وربطتهما الحياة وصارا أخوين عزيزين لكل من عرفهما أو اقترب منهما..

في القاهرة عملت بالصحافة حتى وصلت إلى رئاسة تحرير العالم اليوم التنفيذية.. ومعدة لبرامج شهيرة في التليفزيون المصري وخارجه.. أحبت مصر قبل أن تجيء إليها وبعد أن جاءت إليها وأحبتها مصر بكل من فيها.. فجأة يدق القدر باب حياتها الهادئة المستقرة السعيدة.. ويحمل القدر المرض معه إلى جسدها الطيب.. وتبدأ معركة الشجاعة مع المرض الشرس.. وتستمر سنوات بين الألم والأمل.. بين اليأس والبؤس والرجاء.. وتدخل في اختبار برحمة المولى.. وتنتصر.. وتهزم المرض اللعين الملعون الذي أبعدها عن أحبائها طويلا طويلا.. وتستجمع قواها من جديد لتروي قصتها الكاملة معه فربما أفادت واستفادت قبل أن تسجل سطورا من المعاناة.. وأمس الأول كان احتفلا بكتابها الإنساني الموجع المبهج في أحد الفنادق الكبرى.

وهناك احتفل أحباؤها بها واحتفلت معهم.. كرموها وكرمتهم.. جاء السياسيون والقضاة والسفراء والوزراء والصحفيون والإعلاميون احتفالا بانتصار أختهم الغالية العزيزة.. فهم أهلها وهي ابنتهم وأختهم.. وبين الدموع والابتسام تنفجر لميس الحديدي بالدموع ويشاطرها صباحي الانتصار وتشاركها هالة عمر في نشر تجربة المعركة في عمل إبداعي يستحق القراءة اختاروا له عنوان "ثورة جسد"!

كان هناك ثمرة رحلة " ألفة وطارق " مع حفظ كل الألقاب.. كان ولداها سمر ومحمد.. ولأن سمر هي المراسلة التليفزيونية الموهوبة لقناة التحرير لذا أبكت الجميع وهي تقدم أمها وزميلتيها اللتين أرادتا التحدث عن أمها باعتبارها أمهما أيضا.. وكان من بينهم زميلتها المسيحية يتيمة الأم والتي كانت كلماتها عن " ألفة" الأم الثانية لها صفعة لكل المتوهمين أن في مصر مستقبلا لأي طائفية!

ألف مبروك لأختي ألفة الغالية انتصارها وكتابها.. أكمل الله شفاءها بكل خير.. وأدام الله سعادتها مع أسرتيها.. الصغيرة والكبيرة.. ووفقها الله في إصدارات جديده تسعد بها قراءها وأحباءها.. وأسعدها الله وأهلها ومحبوها آمين آمين..
الجريدة الرسمية