رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس وجماعته


يخطئ من يظن أن الرئيس قد ينفصل عن جماعته، وواهم من يقول إن الجماعة بإمكانها عزل الرئيس، فقد تزوجوا زواجًا شرعيًا شهد عليه لا شاهدان فقط، بل شهد عليه الجميع، ومن ثم لا يحق لا للرئيس ولا لجماعته طلب أبغض الحلال عند الله (الطلاق)، ولأن الرئيس رجل يعرف ربه، ويتقيه، فإنه غير قادر على ترك الجماعة ممتثلاً لقول الله تبارك وتعالى{فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19] وقول الرسول الأكرم:"لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضى منها آخر" رواه مسلم، كما أن طبيعتنا كشعب طيب الأخلاق محمود السيرة نرفض مثل هذا السلوك الذى يراه الكثيرون منا منافيًا للأخلاق والآداب وكفران العشير، نعم كفران العشير(البغض بعد المحبة)، ولأن المصريين "عشريين" ولا نقبل فكرة الطلاق التى قد تكون حلاً لبعض المشكلات العضال التى لا يمكن التخلص منها إلا به، فإننا نرفض من يتنكر لأصله، ونقول "إنه قليل الأصل" وأظن أن هذا من الأسباب القوية وراء عدم تخلى الرئيس عن جماعته، مع أن الله تعالى قال فى محكم كتابه { وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} (النساء130)، ومن ثم فإن الافتراق قد يكون هو الحل الأمثل بل وواجبًا شرعيًا تحتمه ضرورة شرعية تتمثل فى قيام الرئيس بـالولاية على العديد من الجماعات، التى باتت هى الأخرى تطالبه بحقوقها المشروعة، التى بات الرئيس عاجزًا عن القيام بها، وباتت ترفع فى وجهه دعوات العصيان، والمطالبة بالحقوق المشروعة لها، وهو لا يزال عالقًا بـالجماعة "القديمة" لأنه لم يعتد بعد على الأوضاع الجديدة، والجماعات الأخرى التى يبدو أنها لم تعجب بقراراته أو لم تشاركه فيها، بينما تصفق "جماعته القديمة " لكل قراراته، بل إن بعض جماعاته يقولون إنه لا يتخذ القرارات من تلقاء نفسه، بل لا بد من الرجوع إلى الجماعة لأخذ رأيها، وهو ما دعاهم إلى المطالبة بالعدل بين "الجماعات"، وهو أمر يصعب حدوثه على الرئيس لأن قلبه وعقله مع جماعته الأولى، أما الأخريات فلهن الله.



الجريدة الرسمية