يا عزيزى "كلنا حمادة"
أصابنى مشهد المواطن المطحون الفقير الغلبان المسحول حمادة بارتفاع فى ضغط الدم.. لم تر عيناى النوم فى تلك الليله السوداء، التى نزعت فيه ملابس كل رجال مصر تحت أقدام الجلادين، من هول المشهد الذى لم أره فى العراق ولا أفغانستان ولا حتى فى إسرائيل..
عموما كلنا مع حمادة ومع كل حمادة فى مصر فلدينا 40مليون حمادة يعيشون تحت خط الفقر فى العشوائيات والقرى والنجوع.. ما الذى دفع هذا المواطن البسيط إلى أن يصطحب أسرته ويذهب للتظاهر أمام قصر الاتحادية سوى الفقر والجوع والمرض وعدم وجود سكن مناسب يحترم آدميته، فكلنا مسئولون بل مشتركون فى أحوال حمادة، كلنا شاهدنا حمادة يسحل وتنتهك كرامته فى طابور العيش وأنبوبة البوتاجاز وفى قسم الشرطة وفى المستشفى ولم نتحرك بشكل عملى لإنقاذه.
أقول الكل من قادة وشعب ومن مثقفين انشغلوا بالظهور فى الفضائيات أكثر من تفكيرهم فى إصلاح أحوال حمادة وأمثاله.. أطالب جبهة الإنقاذ وكل مثقفى مصر بأن يغوصوا فى العشوائيات وفى القرى ويقتربوا من حمادة وأمثاله بالمال والتوعية السياسية وبأن يكفوا عن المناظرات والكلام الكبير الذى لا يفهمه حمادة وأن يضعوا حلولًا عملية لـ40 مليون حمادة فى مصر عسى أن ننقذ ما يمكن إنقاذه.