محمد فريد خميس.. جرى الوحوش!
هو من مواليد ١٩٤٠م، وقد استطاع أن يبنى
قلعة صناعية كبيرة في مجال السجاد، إضافة إلى إسهاماته الصناعية الأخرى في مجالات
مغايرة، ورغم كونه محسوبا على الناصريين، إلا أنه كان من أقرب المقربين للرئيس
المخلوع محمد حسنى مبارك، في حين تختفى صورته في الحقبة الساداتية دون أن نعرف على
وجه الدقة كيف تعامل مع نظام السادات؟
يعد
محمد فريد خميس واحدا من رجال الأعمال الداعمين والمدعومين من نظام مبارك، وهو
الأمر الذي لا نعتبره سبة في جبينه، إذ أن هناك رجال أعمال أسهموا اجتماعيا، وآخرين
غاصوا في أعماق النعم المباركية، وبالتالى فإن حسابه على نظام مبارك ليس عيبا،
ولكن العيب هو ما حدث من سيادته عند اجتماع الرئيس المعزول محمد مرسي بمجموعة من
رجال الأعمال كان هو من بينهم، عندما فاجأ الجميع بقوله «إحنا وراك ياريس والمهم
أنت تكون مبسوط «.
أقول
ذلك بمناسبة الإعلان مدفوع الأجر الذي نشره محمد فريد خميس في أهرام الجمعة
الماضية، مطالبا باسم مجموعته الصناعية بترشح الفريق السيسي، إضافة إلى ما تناقلته
بعض المواقع عن عزم سيادته التبرع بثلاثين مليون جنيه في حال ترشح الفريق السيسي،
وكأن الخير يمتنع في حال عدم ترشح سيادته.
ولعل
موقعة «انبساط مرسي» التي أراد من خلالها رجل الأعمال الوطنى محمد فريد خميس أن
يكون واحدا ممن أسهموا في تحقيقها، وإسعاد سيادة الرئيس محمد مرسي، باعتبار ذلك
واجبا وطنيا وهدفا قوميا هي من أهم وقائع تورط بعض رجال الأعمال في فرعنة الحكام
بلا مبرر.
وللحقيقة
فإن محمد مرسي لم يطلب من محمد فريد خميس أن يسعى لانبساطه، ولم يفرض عليه بالعصا
أن يحاول جاهدا بذل مزيد من الجهود لإدخال الفرحة إلى قلب سيادته، ولم نسمع في يوم
من الأيام عن ضغوط مورست ضد رجال الأعمال؛ لكى يقدم على تلك الخطوة، وهى السعى بكل
ما أوتى من قوة؛ لكى يحقق انبساطا للسيد الرئيس المعزول محمد مرسي، ولم تنشر وسيلة
إعلامية واحدة أن استثمارات محمد فريد خميس مهددة بالتوقف، إن لم يقم الرجل بما
يدخل الانبساط إلى قلب الرئيس الإخواني.
ولأن
محمد فريد خميس الناصرى الهوى، والمباركى النمو، والساعى بكل الطرق لخلق حالة
انبساط للسادة الإخوان، واحد من رجال كل مرحلة؛ فقد آثر الرجل ألا يترك الفرصة
تمضى من أمامه دون أن يستثمرها، باعتباره مستثمرا شاملا يعمل في السجاد
والبتروكيماويات والانبساط، ويجب عليه أن يكون شريكا في عصر السيسى، والأمر عليه
هين، وذلك بالإعلان في صحيفة الأهرام أن الفريق عبد الفتاح السيسى هو الأمل في
التقدم والتطور الذي تستحقه مصر.
ويبدو
أن العصور قد تشابهت على السيد محمد فريد خميس؛ فاعتقد واهما أن ما كان صالحا في
زمن مبارك يمكن بيعه للجماهير مرة أخرى بتغيير العبوة والتغليف، بل إن الرجل لم
يكلف نفسه عناء البحث عن صيغة أخرى غير صيغة انبساط السادة الرؤساء، وظن أن ثلاثين
مليونا من التبرعات.. قد تجعله جزءا من صورة العصر القادم، في واحدة من لحظات
اللهث وراء الوهم، دون أن يعى المثل المصرى الذي يقول: "اجرى يا ابن آدم جرى
الوحوش.. غير رزقك لن تحوش."!
ولم
يكن غريبا أن يرد عليه رجل أعمال محترم بأن التبرع لمصر، ولاعلاقة له بترشح الفريق
السيسى من عدمه، في إشارة واضحة إلى أن العصر القادم هو عصر مصر لا السيسي؛ فإن
أردت أن تكون جزءا من الصورة؛ فلتسع لانبساط مصر إذ أن من سعى لانبساط عبد الناصر
ومبارك ومرسي لا يمكن أبدا أن تكون مصر مبسوطة به!!