رئيس التحرير
عصام كامل

الجيش والسياسة!


آخر شىء كان يمكن أن يقوله من يمثلون التيار الشعبى الذي يقوده حمدين صباحى هو اتهام الجيش بالتدخل في السياسة من خلال ما أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد الاجتماع الذي عقده بخصوص ترشح المشير السيسى.


أقول ذلك ليس فقط لأن التيار الشعبى ناصرى الهوى والمزاج والقيادة يدرك أن عبدالناصر جاء إلى السلطة عقب حركة قام بها الجيش المصرى وصفت في البداية بأنها مباركة ثم صارت فيما بعد ثورة بما أحدثته من تغيير حقيقى في علاقات القوى الاجتماعية في مصر، ناهيك بالطبع عن أن الجيش وفى ظل حكم عبدالناصر الزعيم القوى لم يكن غائبا عن الساحة السياسية، إنما كان له من خلال قيادة عبدالحكيم عامر وحتى يونيو ١٩٦٧، وهو تاريخ الهزيمة العسكرية، دور كبير ومؤثر في السياسة.

إنما أقول ذلك لأن بيان المجلس العسكري لا يتضمن من قريب أو بعيد أي تدخل في السياسة، بل إنه ترك أمر ترشيح المشير السيسى له شخصيًا باعتباره قرارا خاصا، حتى إن بدا من كلام هذا البيان تحيته الامتثال لإرادة الشعب، وهو الموقف الذي التزم به الجيش منذ يناير ٢٠١١ حتى الآن، ولو لم يتخذه لكنا حتى الآن نرزح تحت نير حكم استبدادى فاشى، ولكن عددا منا من بينهم قادة التيار الشعبى ذاته في السجون، وكانت فضائيات وصحف قد أغلقت وأفواه منهم لم يدخل السجن قد كممت.

لا أحد يجادل في حق حمدين صباحى في الترشح لانتخابات الرئاسة وأيضا توجيه بعض الضربات الإعلامية لمنافسيه وعلى رأسهم المشير السيسى، ولكن أن تتوجه هذه الضربات للجيش المصرى فهذا خطأ وطنى فادح أربا بحمدين وتياره الوقوع فيه على الأقل من باب مصلحته الانتخابية.
الجريدة الرسمية