30 يونيو والانقلاب على 25 يناير!
جاءت التصريحات التي نسبت للمشير السيسى خلال جلسة مجلس الوزراء الماضية بعدم العودة إلى ما قبل 25 يناير 2011، وأنه لن يسمح بعودة رموز النظام الأسبق إلى المشهد مرة أخرى وتأكيده بأن من يظن أن 30 يونيو هي انقلاب على 25 يناير أنه قد أخطأ وخطأه غير مقبول.. وتلك التصريحات تمثل تصحيحا لمحاولات لصوص المال العام من رموز نظام مبارك ومعظمهم تآمروا على مصر لسنوات طويلة ويسعون كالثعالب مرتدين ثياب الصالحين في الاقتراب من السلطة في محاولة للوصول إليها مرة أخرى.
وتصريحات السيسى توضع في الاعتبار لكونه حقق حلم المصريين بلا مزايدة.. باعتباره رجلا يمتلك من الشجاعة ما جعله يستجيب لإرادة الشعب ويتعرض لأفظع هجوم من الممكن أن يتعرض له مسئول في التاريخ.. والمشير السيسى وإن كان لا يملك التعامل بقرارات ضد المتلاعبين، باعتباره ملتزما بحدود منصبه كوزير للدفاع وليس من يسير أمور الدولة، لكنه يوجه ما يستطيع توجيهه لخدمة الشعب والوطن.. دون تجاوز على صلاحيات رئيس الجمهورية المؤقت ومجلس الوزراء.
وأفعال السيسى قبل تصريحاته دائما ما تأتى لمصلحة السواد الأعظم من الشعب ويعتبر ذلك دوره فيقوم به ويوظفه لمصلحة الفئات المهمشة، والأكثر فقرا وبما لدى القوات المسلحة من إمكانات في الجانب الاقتصادى والتنموى، وهو ما يجعل لكلامه معنى لدى المصريين فيثقون به أكثر من ثقتهم بحكومات وأنظمة ثبت كذبها ومتاجرتها بهم لعقود طويلة.. وإن كنا نريد معرفة لماذا يثق المصريون في السيسى.. فلكونه وقف بجانب الشعب ولم يسمح للنظام الذي كان واحدا من المحسوبين عليه أن يتمادى في قهر الشعب فقام بعزله تلبية للموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو 2013.
كما وجه ما يستطيع توجيهه لخدمة فقراء الوطن من خدمات لم يفكر أحد النظامين السابقين في تقديمها.. فبدأت مصانع القوات المسلحة تنتج البطاطين للبسطاء ومن قبلها قدم أكبر هدية تتسم بالإنسانية ولم يسبقه إليها دعاة الدين والمتاجرون به أو لصوص المال العام ممن استولوا على مقدرات البلد ونهبوا مصر على مدى 30 سنة فقرر تحمل القوات المسلحة سداد ديون الغارمين من فقراء الريف خاصة النساء من الأرامل الذين دخلوا السجون بسبب اقتراض مبالغ مالية وسلع بسيطة لزوم تجهيز بناتهن أو لمواجهة فقرهن.. مقابل التوقيع على إيصالات أمانة وشيكات نقلتهن إلى السجون مع عجزهن عن السداد..
أما الموقف الوطنى والإنسانى أيضا فهو ما قام به السيسى بتكليف القوات المسلحة بالقضاء على ظاهرة أبناء الشوارع بجمعهم وتوجيههم إلى مراكز تأهيل ومعاهد تعليمية تتبع الجيش.. ليتحولوا من قنابل متخصصة في ابتكار الجرائم إلى عناصر مفيدة للمجتمع.. ليخلص الوطن من عار ظاهرتى حبس الغارمين والغارمات وأطفال الشوارع وهى من الظواهر التي عانى منها المجتمع لسنوات طويلة ولم يلتفت إليها أي من نظامى مبارك أو الإخوان.
هذه هي المواقف المشرفة التي تمنح كل تصريحات السيسى الثقة.. وبالتالى علينا أن نطمئن أنه لا عودة لوجوه عصر مبارك مرة أخرى.