لدواغش أمنية
أحضر الآن مؤتمرا بفندق بيراميزا بالدقى وهو مؤتمر نظمه المركز العربى للبحوث الذي يرأسه الدكتور عبد الرحيم على ويديره الأستاذ السيد ياسين وعنوان المؤتمر هو (مستقبل حركات الإسلام السياسي في الوطن العربى) ومدة المؤتمر ثلاثة أيام بدأ من يوم الثلاثاء ونهاية فعالياته اليوم.
وقد حضر المؤتمر لفيف من الكتاب السياسيين من مصر والسودان والعراق وقطر وتونس وكان الحضور من الذين ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة، فمنهم من ينتمى إلى جماعة الإخوان ومنهم من ينتمى إلى حزب النور ومنهم الليبراليين مثلى.
وكالمعتاد سمعت مِمَن ينتمون إلى جماعة الإخوان كذبًا وهراءً كالمعتاد يحاولون نفض كل الجرائم التي فعلوها ليست فقط جرائمهم التي نعيشها جميعًا اليوم ولكن جرائمهم منذ نشأتهم.
ويدعون أنهم لم تثبت عليهم أي إدانة على مر تاريخهم وهى نفس الردود التي أثارت أعصابى وجعلتنى أنصرف من المؤتمر السابق الذي أقيم في مقر المركز في شارع مصدق بالدقى وهم نفس الأشخاص بل زاد عددهم في هذا المؤتمر، والذي كتبت عنه مقال نشر في بوابة "فيتو" بعنوان (وبدأت الحرب الإخوانية الباردة) والتي اندهشت من اختراق جماعة الإخوان وجرأتهم على الدخول إلى هذا المركز ومواجهة المجتمع ومحاولة تجميل صورتهم.
ولكننى عندما سألت المستشارة تهانى الجبالى والتي كانت تدير إحدى جلسات المؤتمر عن سر جرأة تيارات الإسلام السياسي لحضور مثل هذه الندوات.. قالت لى إن الأستاذ السيد يسن أراد أن يضم الجميع ليثرى الحوار ويُسمعهم علنًا رأى المجتمع فيهم.
ومن المحاضرين من كان منصفا في وصفه لحركات الإسلام السياسي ومنهم من كان مدافعًا يحمل بين طيات دفاعه تهديدات للمجتمع من إقصاء الجماعات الإسلامة عن العمل في السياسة وعن العنف والإرهاب الذي سنعانيه من جراء هذا الفعل.
والغريب هو عندما أنفرد بهؤلاء يتلونون ويغيرون كلامهم وينفضون عن أنفسهم ماكانوا يشيرون إليه.. وكفة الميزان كانت لصالح التيار الليبرالى لما وضحته المستشارة تهانى الجبالى بما لا يقبل الرد عليه ولا التشكيك فيه من قبلهم.. وكذلك أعجبنى مما جعلنى أصفق له تصفيقًا عاليًا هو رد صديقى الأستاذ صبرة القاسمى وهو كان من المجاهدين في أفغانستان وقد حكم عليه بالسجن ثمانية عشر عامًا قضاها كاملة داخل السجن.. وقد قام بالرد على من يقول إن الإخوان لم يرتكبوا أي جرائم أو اغتيالات ولم يثبت عليهم أى من هذه التهم وقال:
استنادًا على خبرتى مع كل الجهاديين وأنا كنت واحدا منهم ولى أصدقاء في حماس وداغش وغيرهم وقد سُجنت معهم فهم أي الإخوان هم من قاموا بكل الجرائم التي تسمعون عنها ونحن في السجون نسمع من بعضنا البعض الحقائق.. فأنا قد عايشت عن قرب كل ما تسمعون عنه وما لا تسمعونه ولو أردتم التوضيح بالأرقام والإسهاب فأنا مستعد.
وقال: كما أن حماس صناعة إسرائيلية فإن داغش وهم أصدقائى صناعة أمريكية.. وهى صناعة لتفتيت الوطن العربى وعمل الصراعات بين العرب بعضهم البعض لصالح أمن إسرائيل وأمريكا وقد علق أحد المحاضرين وقال (لدواغش أمنية).. وأجاب ضاحكًا على من يريد عدم إقصاء الإخوان وقال ( داغش على رجلى وعايزنى أحبه).
وقال الدكتور إدريس إلهامى وهو رجل ملتحى ومحلل منصف ومنطقى في تحليله وأعجبتنى جملته عن الديمقراطية عندما قال إن الديمقراطية تشجع على الندالة ولكنها تحترم القوانين وهذا عكس الحكم المسمى بالإسلامى فالقوانين وجهات نظر وقال إن صناديق الاقتراع لا تأتى بالأفضل ولكنها تأتى بمن يدفع أكثر.
في هذا المؤتمر أنا مستمع جيد لا أتكلم ولكنى أستمتع بالاستماع والمشاهدة برغم وجود بعض السلبيات التي لا يخلو مؤتمر منها وهى وجود بعض الأشخاص الذين يعشقون الظهور للظهور فقط.
وسوف أكتب مقالا -بإذن الله- عن أفضل ما سمعته وخصوصًا فشل الإسلاميين وغيرهم في الفصل والوصل ما بين الدين والسياسة.. والله الموفق والمعين.