رئيس التحرير
عصام كامل

"النحانيح" بين أم "الجرائم" وأم "الخيبة القوية" !


يتحسسون رءوسهم مع كل حرف وكل كلمة وكل سطر.. فعلي رءوسهم ألف بطحة وبطحة.. وهم أكثر من يعرف سوء نياتهم وكل مريب منهم يكاد يقول خذوني! فإن تصدينا لمن يهاجم الجيش غضبوا..!! فإن سألتهم: وهل أنتم تهاجمون الجيش؟ قالوا على الفور لا..!


لكن ولأن نياتهم هي كذلك وهم في دواخلهم وسرائرهم يعرفون ذلك لذا تراهم أول من يدرك أنهم يقصدون في كل همزة وكل لمزة وكل سخرية وكل إشارة وكل كلمة وكل تعليق وكل محاولة للظهور بمظهر العاقل العادل الحكيم.. هي في الأصل رغبة منهم في الإساءة للجيش حتى لو أقسموا على غير ذلك!!

سيقول أحدهم: وهل تعلم الغيب يا سيدي؟ هل تعلم نيات الناس وما في ضمائرهم؟ أحكم على الظاهر منهم وليس على ما داخلهم! ولأصحاب هذا المنطق نقول:

حسنا.. سنفعل بنصيحتكم.. سنقف عند الظاهر منهم ولهم.. ولأن الله سبحانه عرفوه بالعقل فإن كل شيء لا يفهم إلا كذلك.. ونسأل نحن: هل تتذكرون صورة الأطفال التي نشرت قبل أسابيع وهم يحملون صور جمال عبد الناصر والفريق السيسي.. هل تتذكرون كيف أن الدنيا قامت ولم تقعد؟ هل تتذكرون كيف كان الأمر مدخلا للهجوم على السيسي؟ وأن الأمر ليس إلا نفاق في نفاق؟ وأن الأمر يوصف باعتباره استغلالا للأطفال في العمل السياسي؟!

وقتها كتبنا وقلنا إن الفرق كبير بين العمل الوطني وبين العمل السياسي وأن حب الأطفال لقائد ثورة بلادهم ولقائد جيش بلادهم ليس عملا سياسيا.. وإنما عمل وطني.. فالقائد الأول في رحاب الله والقائد الثاني ليس رئيسا لحزب ولم يترشح للرئاسة حتى اللحظة وأنها أفضل ألف مرة ممن يعلمونهم كراهية جيشهم والهتاف ضده.. هل تذكرتم القصة؟ هل تتذكرون كيف استخدموها ووظفوها؟ السؤال الآن: هل تعلمون أن بسبب الصورة أصدرت وزارة التضامن قبل أسبوعين قرارا بحل مجلس إدارة الجمعية؟ هل - بالله عليكم - قرأتم الخبر؟ أقصد هل قرأتموه في أي تعليق أو إشارة لأي ناشط؟ هل قرأتم أي إشادة به من أحدهم؟ لقد بالغت وزارة التضامن في العقاب لما واجهته من مبالغة في الهجوم.. هل أعجب ذلك أحد؟ هل كان عقاب الوزارة لمجلس إدارة الجمعية هو الهدف؟ لقد انتظرنا أسبوعين بعد القرار نراقب ونتأمل فلعل أحدهم أخزانا وأحرجنا.. ولكن.. اختفي كل نحنوح وكل نحنوحة ولا أثر!

أما أم الجرائم.. جريمة الجرائم..الجريمة التي تكفي لتغرق العالم كله بالحزن.. وتجف ينابيع العالم ولن تجف دموع صاحبة المأساة.. وهي أم الأطفال الثلاثة التي قتل الإخوان أبناءها الثلاثة بسبب خلاف سابق حول صورة الفريق السيسي وتحذيرا لم يستجب له برفعها وإزالتها فحرقوهم وقت أن كانت هي وزوجها خارج المنزل!!! هل تتصورون؟ هل تتخيلون؟ ثلاثة ملائكة أبرياء حرقوهم وقتلوهم وهم في انتظار عودة أمهم من شارع مجاور!!! هل ستبقي هذه الأم بغير أن تفقد عقلها؟ هي الآن وحيدة..لا لعب أطفالها ولا أصواتهم.. ضاعت تحويشة عمرها في أعز ما امتلكت وذهبت روحها معهم.. وتستحق الأسرة زيارة كل من يستطيع مواسيا ومشاطرا للأحزان مشاركا لهم في جزء من الهم وفي نصيب من الدموع!!

السؤال الآن: العالم كله يتحدث عن الجريمة.. خصوم الإخوان نشروها ونقلوها عن برنامج وائل الإبراشي صوتا وصورة.. لكن.. هل رأيتم أو سمعتم أو بلغكم أن نحنوحا أو نحنوحة فعل ذلك؟ أبلغونا إن أبلغتم!
الجريدة الرسمية