بالفيديو والصور.. النفايات الطبية بالإسكندرية تهدد بكارثة صحية.. المستشفيات تتغاضى عن التخلص منها في المحارق.. مصانع بير السلم تستخدمها في تصنيع الأدوات المنزلية.. والبيئة تحذر من تفشي السرطان
التخلص من النفايات الطبية الخطرة بالإسكندرية أصبح صداعًا في رأس المستشفيات العامة والخاصة، ولوقوع عدد كبير منها داخل المناطق السكنية أو لعدم قدرة المحارق على العمل بسبب تلويثها للبيئة وتقدر المخالفات والنفايات الطبية التي يتم جمعها بشكل يومي بالمدينة بـ7 أطنان بحسب تقارير وزارة الصحة.
ورصدت «فيتو» خلال جولتها بعدد من المستشفيات، مخاطر النفايات والمحارق الطبية، فمحرقة المستشفى الرئيسي الجامعي والتي أغلقتها البيئة منذ عامين ولكنها عادت للعمل بشكل خفي، بعد اكتشاف حرق جزء من المخالفات الطبية، مقابل إلقاء بعض المخلفات بالمستشفى، مما تهدد بتفشي الأمراض الخطيرة مثل السرطان وأمراض الدم للعاملين بالمستشفى والمرضى، أو يتم إلقاؤها بالقمامة ليأخذها جامعو القمامة لمصانع بير السلم لإعادة تدويرها وتصنيع أدوات منزلية منها ما يتسبب في كارثة تهدد حياة المواطنين.
أما مستشفى رأس التين العام، فلا يوجد بها محرقة ويتم تجميع المخلفات الطبية على فترات لنقلها لإحدى المحارق الطبية بأطراف الإسكندرية، ولكن خلال هذه الفترة يتم تسريب جزء من النفايات الطبية لنابشي القمامة وبيعها من خلال بعض معدومي الضمير بالمستشفى.
وفي مستشفى المعمورة، يتم إحراق النفايات الطبية بطريقة خطرة وملوثة للبيئة وهو ما جعل البيئة تغلق المحرقة أكثر من مرة، إلا أن إدارة المستشفى تخالف أمر الإغلاق، وتحرق جزءا من النفايات وليس كلها والباقي تقوم بتسريبه لجامعي القمامة.
ومن المستشفيات العامة إلى المستشفيات الخاصة التي لا يوجد بأغلبها محارق للنفايات الطبية، وتعتمد على جمعها وتسليمها لشركات خاصة تقوم بنقلها للمحارق المخصصة بالمحافظة، وهنا تكمن الخطورة لأن جزءا من هذه المخالفات يتم تسريبه لمصانع بير السلم طبقا لتقرير صادر من مجلس الشعب المنحل، ردًا على طلب إحاطة تقدم به أحد أعضاء مجلس الشعب بالإسكندرية والذي حذر من نقل مخالفات طبية عن طريق شركات خاصة لتسربها لمصانع بير السلم ونتج عن هذا إلغاء التعاقد مع شركة النظافة التي كانت تعمل بالمحافظة بعد تسرب نفايات طبية وتصنيع أدوات منزلية منها.
من جانبه، قال الدكتور محمد أبوسليمان وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، إن الوزارة وفرت 3 محارق جديدة يتم استلامها فورًا إضافة إلى 3 محارق موجودة، مؤكدا أن الوزارة اعتمدت مليون جنيه لإنشاء المجمع كما وفرت 5 سيارات لنقل النفايات الطبية الخطرة.
وطالبت هدى مصطفى رئيس جهاز شئون البيئة فرع الإسكندرية، المستشفيات التي لا تمتلك محارق أن تتعاقد مع مستشفيات أخرى بها محارق، وأشارت إلى أن هناك رقابة على المحارق، وفى حالة عدم توفيق أوضاعها أو حدوث أي تسرب، يتم غلقها بمحضر رسمى، مشددة على ضرورة تكاتف هيئات وزارة الصحة لتوفيق الأوضاع البيئية للمحارق.
كما شددت على ضرورة وجود وسائل للتخلص الآمن من المخلفات في كل مؤسسة طبية، خاصة في المنشآت الجديدة، لافتة لتكرار افتتاح مستشفيات جديدة، دون مراعاه هذه المعايير والضوابط.
كما وافق محافظ الإسكندرية اللواء طارق مهدي، على تخصيص 3 آلاف متر في منطقة الناصرية، بمجمع النفايات الصناعية لإنشاء مجمع محارق جديدة مدرجة بخطة وزارة الصحة لمحافظة الإسكندرية وسيارات نقل النفايات الطبية.
