رئيس التحرير
عصام كامل

«الهوية المصرية في مهب الريح».. دياب: النفط يهدد الثقافة العربية.. زايد: «العولمة» تمثل التهديد الأقوى والتعليم الجيد هو الحل.. بدوي: العرب بحاجة إلى زعيم شعبي يحافظ على هويتهم

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب - صورة ارشيفية

ناقش معرض القاهرة الدولي للكتاب، في قاعته الرئيسية اليوم الأربعاء، كتاب "هوية الثقافة العربية"، للكاتب أحمد أبو زيد، الكتاب يقع في‏400‏ صفحة‏، ويشمل ستة موضوعات مختلفة‏هي المقومات الثقافية للمجتمع العربي‏،‏ الثقافة الشعبية بين التعددية اللغوية والتنوع الثقافي‏،‏ ثقافة الأقليات في العالم العربي‏،‏ وسائل التخطيط للثقافة العربية‏،‏ التنوير في العالم العربي‏،‏ ثم مستقبل اللغة العربية في عصر العلم‏.‏


قال الناقد محمد حافظ دياب أن الثقافة العربية يتحد ويزدحم فيها التراث والتاريخ، وفيها جزء من التناغم يتمثل في الرسمية والشعبية، القطرية والقومية، الشرعية والمدنية، مشيرا إلى أنها تعرض عبر تاريخها الحديث، أنماطا أربعة ملتبسة، هم الإنتربول الثقافي، وهو ما انطلق للمنطقة العربية، بدعوى أنه البعد الرابع، ليكمل الأبعاد الثلاثة الأخرى المتمثلة في الاقتصادية، السياسية والاجتماعية.

وأضاف أن النمط الملتبس الثالث هو ثقافة النفط، التي يصور أن بثرائها يمكن أن تكون بديلا للثقافة العربية، وأدى إلى ثقافة زيادة الاستهلاك، واستطرد أن نمط الإسلام السياسي الذي وفد منذ مطلع القرن الماضي، واتخذ خطابا دينيا يجمع بين الشعبية والراديكالية، وثبت بالواقع أنه لا يتلاءم مع نمط الثقافة العربية.

وأشار إلى أن المشهد المصري يقع رهينة رؤيتين وهما الدينية، والتي تضع المواطن بين الكفر والإيمان، وآخر ليبرالي يسعى نحو التقدم والتطور، فهناك محاولات خارجية لوأد التراث العربي، من خلال ثقافات ولغات أخرى، مثل ظهور الفرانكوفونية، التي تحاول الانتصار على العربية.

فيما قال الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي أن الهوية هي الصبغة التي تترك طابعها على المجتمعات، والحديث عنها في علاقات بالثقافة، مشيرا إلى أن الهوية حدث بها اختلاف، وهو ما أحدث قلقا وجوديا على تلك الهوية، وربما التغير الذي حدث فيها، كان بسبب الدور الذي لعبته الثقافة الغربية في استنزاف العقول العربية، والطريقة التي استقبلناها بها من حيث السطحية، وهو ما لعب دورا كبيرا في الغزو الثقافي.

وأكد زايد أن الهوية العربية أصيبت بكثير من التفكك، فالشعوب تعيش في ظل العولمة دروبا من التفكيك الثقافي، وهذا ما يظهر بوضوح في المجتمعات الهشة، من خلال المفارقات بين قطاعات مختلفة، مشيرا إلى أن التعليم الذي أصبح مفرغا تماما من مضمونه، أصبح لا يساعد في الحفاظ على الهوية.

فيما أشار الدكتور محمد بدوي أستاذ النقد الأدبي، أن وزارة الثقافة شهدت تمويلات كبيرة خلال حكم مبارك، مجاملة لسوزان مبارك،أما بعد الثورة فأصبح تمويلها ركيكا وضعيفا جدا.

وأضاف بدوي أن ثورة يناير في الميادين لم تطرح مشكلة الهوية، حتى رجال الإسلام السياسي، تجاهلوه، فالهوية شيء يوجد بين الواقع وما نتخيله، والتناقض الكبير حدث منذ صعود الإسلام السياسي، فانتقلنا من مشكلات تأسيس الجمهورية الثانية، العادلة، التي تمتلك قرارها السياسي، إلى من أكون أنا، وإلى لأي جماعة أنتمي، وأضاف أن ثورة يناير تحولت من الشعارات إلى إشكالية الهوية، وهو الصراع الذي شهدته مصر خلال الأعوام الماضية، بين الهوية الأموية التي يطرحها الإسلام السياسي، التي تتخطى حدود مصر، وما بين الهوية المصرية، وكانت الدافع القوي لخروج المصريين في 30 يونيو.

واستطرد قائلا: أن جماعة الإخوان كان لديها وهم كبير أنها الدولة الأم المؤسسة لجميع التيارات الإسلامية الأخرى، وكانت تسعى لتأسيس دولة الخلافة، وهو ما هدد بتشويه الهوية المصرية.

وأكد بدوي أن مصر شهدت بالإضافة إلى التهديدات الخارجية منذ تأسيس دولة إسرائيل، تهديدات داخلية، تتمثل في قرارات سياسية، تضع مصر مع تعاونات وثقافات، ذات طبع أيديولوجي مرتبط بالسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو ما جعل المصريين يخرجون في 30 يونيو، دفاعا عن الهوية المصرية، مشيرا إلى أن حكم مرسي لم يشهد انقساما سياسيا فقط، بل انقساما هوياتيا، لأن المصريين تحولوا إلى طائفة، تشعر بأن لها التفوق الأخلاقي، وهو ما جعل المصريين يحصرونهم، وبحثهم عن قائد شعبي، وهو ما جعلهم يلتفون حول السيسي، ولكن البعض يرى أن فيها تهديدات للديمقراطية.
الجريدة الرسمية