السيسى ومحمد على باشا
محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة وحاكم مصر خلال الفترة من 1805 إلى عام 1848 والذي استحق عن جدارة أن يوصف عصره بعصر النهضة الحديثة، بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا، استطاع كسر العادة التركية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين وحقق واستمر في حكم مصر أكثر من أربعين عاما متتالية كانت بداية حقيقية لمصر الحديثة.
خاض محمد على في بداية فترة حكمه حربًا داخلية ضد المماليك والإنجليز وتمكن من أن يصبح حاكم مصر الفعلى، ثم خاض حروبًا بالوكالة عن الدولة العثمانية في جزيرة العرب ضد الوهابيين واتسعت مملكة مصر لتشمل مصر السودان وكاد يسقط الدولة العثمانية نفسها، ما أزعج الدول الغربية ذات المطامع الاستعمارية فوقفت ضده وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها، محمد على نهض بمصر خلال فترة حكمه عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا وأنشأ القناطر الخيرية وعددا من المشاريع العملاقة التي ساهمت في نمو مصر، ما جعلها دولة ذات ثقل وريادة في المنطقة.
السيسي هو محمد على بمذاق آخر، هو مصري وابن بار للمؤسسة العسكرية المصرية، أثبت أنه قائد شجاع حمل كفنه على يديه سلك سلوك النبلاء لم يبع وطنه رغم أنه مدرك تماما أنه يواجه عدوا خائنا معضدا من أعتى دول العالم.. عدو تمكن من مفاصل الدولة ما عدا القوات المسلحة، السيسي قائد عنيد لا يعرف الانحناء إلا لرغبات الشعب وآمال المصريين أزاح عدوا خائنا جاسوسا أمريكيا، أزاح غمة عظيمة ووقف أمام مخطط هدم الدولة المصرية لتسير في فلك دويلة قطر أو تصبح إحدى ولايات الظواهرى.. أو أردوغان.
السيسي ليس أفضل من محمد على باشا بمصريته فقط بل بحب الناس جميعا لشخصة بكلماته التي أذابت قلوب الشعب المصرى واستطاع بصدقه جذب ليس قلوب النخبة بل بسطاء الشعب المصرى. السيسي تحول لدى كل المصريين إلى رمز فسلموه مقدرات مصر، تحول لديهم إلى بطل قومى في قلب كل مصرى.
جموع الشعب آمنت به وبأنه قائد لمصر المستقبل. السيسي رجل من طراز نادر كسر الغطرسة الأمريكية التي لعبت على الفوضى وسعت لهدم جيش مصر التي خطط لها منذ ستينيات القرن الماضى حطم الغطرسة العثمانية وكسر أنف أردوغان سليل السفاحين قتلة ملايين الأرمن.. أعاد القزم لمكانه مهما كانت أبواقه الإعلامية وفوق ذلك نال ليس حب المصريين بل دول الجوار مثل السعودية التي خذلها الأمريكان والإمارات والبحرين.
محمد على خاض حروبا خارجية بعد الداخلية ولكن السيسي سيركز كل معاركه لبناء مصر، مصر الجديدة مصر الصامدة مصر الصاعدة ومن الغريب أن اللقب عادة يتشرف به حامله إلا أن السيسي تشرف اللقب به...لأنه نال اللقب من شعب مصر الذي وثق في شخصه وآمن به ونزل في شارع مصر وأوكله في الشهر العقارى ليتربع على عرش مصر ليس مخدوما بل خادما لمصر وأبنائها ليقودها إلى مستقبل باهر بإذن الله.
يعترض العديد على لقب مشير !! بحجة أنه لم يخوض حربا إقليمية والواقع أكد أنه خاض أعتى الحروب ضد جماعات إرهابية وقوات تكفيرية وشياطين جهادية. بالطبع هناك فرق بين السيسي ومحمد على باشا محمد على باشا قاد مصر الحديثة والسيسي قائدا لمصر الجديدة والفرق أن السيسي تربع في قلوب أبناء شعبه وعليه العبء الأكبر.