مفاجآت المصريين.. مستمرة!
كما فاجأ الشعب المصرى العالم كله بتظاهراته المليونية التي أجبرت مبارك على الرحيل، بالرغم من أن كل المؤشرات كانت تدل على استحالة خلع نظامه المستبد، الذي استمر ثلاثين عامًا.
كانت المفاجأة الثانية عندما قرر الشعب عزل الرئيس الإخوانى بعد عام واحد.. وكانت جماعته تؤكد أنها ستحكم مصر سنوات عديدة.. فاجأ الشعب المصرى العالم للمرة الثالثة بخروجه المدوى للتصويت على الدستور بمشاركة غير مسبوقة.
كانت المفاجأة الرابعة إصرار المصريين على الاحتفال بالعيد الثالث لثورة يناير، رغم ما جرى من تفجيرات في مواقع مختلفة استهدفت ترويع المواطنين وإجبارهم على البقاء بمنازلهم لسلامتهم.
ولكن أهداف الجماعة لم تتحقق فقد كسر المصريون حائط الخوف بعد ثورتى "يناير ويونيو" اللتين أسقطتا رئيسين.. ونجحوا في كشف الوجه الحقيقى لجماعة الإخوان الإرهابية وفضح مزاعمها بأنها لا تستخدم العنف وثبت بالدليل القاطع أنها تحرق المنشآت وتزرع القنابل التي تقتل المصريين وتسعى إلى هدم الدولة المصرية، وقد تصدى المصريون لمواجهة الجماعة وإفشال مخططاتها.. وبذلوا أرواحهم فداءً لمصر كما عرفوها.. لا كما تريدها الجماعة الإرهابية.
قد احتفلت الجماعة الإرهابية بالعيد الثالث لثورة يناير على طريقتها، بزرع القنابل التي تقتل المصريين أمام مديرية أمن القاهرة أو في الدقى وفى محافظات أخرى بهدف ترويع المصريين، ولكنهم كانوا يتوافدون بالمئات على مواقع الانفجارات ليبعثوا برسائل واضحة للجماعة الإرهابية بأنهم سيتصدون للإرهاب ولن يتراجعوا عن قرارهم بعزل الجماعة المرفوضة شعبيًا..
وكان مشهد مئات المصريين الذين توافدوا إلى مديرية أمن القاهرة بعد لحظات من الجريمة الخسيسة التي ارتكبتها الجماعة، خير دليل على إصرار المصريين على إفشال خطط الجماعة التي تستهدف ترويعهم.
كان نزولهم إلى ميادين المحافظات للاحتفال بثورة يناير وإعلان إدانتهم جماعة الإخوان الإرهابية التي كانت تسعى لإقناع العالم بأنها ترفع شعار السلمية وتمارس على أرض الواقع أبشع أنواع العنف ضد المصريين.. والملاحظ أن معدلات العنف الإخوانى تتزايد كلما قطع المصريون خطوة بإنجاز خارطة الطريق التي حاولت الجماعة بكل الطرق إعاقتها دون جدوى، فقد أنجز الشعب الدستور ويتوجه نحو إجراء الانتخابات الرئاسة ثم البرلمانية، لتنتقل مصر إلى مرحلة جديدة من تاريخها وتستعيد أمجادنا التاريخية.. وتحقق أهداف الثورة في الحرية والكرامة الإنسانية وفرص العمل للمواطنين، مما يقطع الطريق على الجماعة الإرهابية في محاولة العودة إلى المشهد المصرى بعد كل ما ارتكبته من جرائم في حق المصريين.
لا تريد الجماعة أن تصدق أنها فقدت السلطة التي سعت إليها طوال ثمانين عامًا، ثم فقدتها بعد عام واحد قادت البلاد خلاله من فشل إلى آخر، وثبت للمصريين أن الجماعة التي لا تعترف بالوطن، تسعى إلى تغيير هوية مصر المدنية استجابة لمخططات أجنبية يصدرها التنظيم الدولى للإخوان، مما دفع المصريين للثورة والتخلص من حكم الإخوان.
يجىء توافد الملايين إلى ميادين المحافظات للاحتفال بعيد الثورة، كرد فورى على الجرائم التي ارتكبها تنظيم الإخوان وزرع القنابل في عدة مواقع لترويع المصريين، الذين أثبتوا أن إرادة التحدى لديهم أقوى من كل محاولات العنف التي يمارسها الإخوان، وأنهم يدركون أن معاركهم مع الإرهاب طويلة، ستنتهى إن شاء الله بالانتصار وتحقيق إرادة المصريين، وربما يدفع مشهد الملايين الدول التي تدعم الجماعة إلى مراجعة مواقفها احترامًا لإرادة المصريين.