رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تكشف أكبر منفذ للسلاح في مصر.. السلاح للجميع في أسيوط.. 18 ألفا للآلي.. والروسى بـ19 ألفا.. الإسرائيلى 23 ألفا.. الجرينوف 75 ألفا.. الطبنجة 9م حلوان بـ15.. والأسلحة الصينية تغزو المحا

فيتو

تعيش محافظة أسيوط في الآونة الأخيرة على صفيح ساخن بعدما تجددت الخصومات الثأرية وانتشرت أعمال البلطجة وتعددت في محافظة أسيوط ومراكزها، وانتشرت تجارة الأسلحة في القري، التي يوجد بها ثأر بين العائلات، ما أدى لتدهور الأوضاع في المحافظة بعد انتشار هذه التجارة التي لاقت رواجا شديدا وخاصة لدى العائلات التي أصبحت تتفاخر باقتنائها أحدث أنواع الأسلحة. 

وتصدرت (صدفا والبداري وساحل سليم والغنايم ومنفلوط وديروط والفتح وأبنوب ونجع عبد الرسول والمعابدة) أشهر المراكز بالمحافظة، التي شهدت تحرير محاضر ضد مروجي وحاملي وحائزي الأسلحة. 

فمنذ شهر مضى تجددت الخصومات الثأرية بين عائلتي "الشعايبة والعواشير"، ووقعت اشتباكات بينهما أدت إلى مقتل 11 شخصًا وإصابة العشرات من المواطنين، مما تسبب في حالة من الذعر والفزع، وهو ما نتج عنه هروب بعض الأهالي من المركز خوفًا على أبنائهم.

وكشف أهالي مركز البداري التابع لمحافظ أسيوط، عن تزايد أعمال البلطجة في قرى المركز خلال الفترة الأخيرة، وسط تراجع أمني ملحوظ، موضحين أن كثيرا من البلطجية يفرضون عليهم إتاوات تحت تهديد السلاح أو بعد خطف أحد أبنائهم.

ومن جانبه أكد أحد أبناء مركز البداري "محمد أبوعين" أن المركز يعاني انتشار أعمال الثأر والبلطجة، موضحًا أن المدينة ينتشر بها السلاح أكثر من منطقتي "دلجا بالمنيا" وكرداسة بالجيزة.

ويضيف "أبوعين" أن المواطنين يعيشون في حالة ذعر وخوف وعدم استقرار، نتيجة جرائم القتل والثأر، كما أدت إلى انقطاع الناس عن أعمالهم والأطفال عن مدارسهم.

يقول أحمد على -مزارع- من مركز البداري: إننا نعيش حالة من الرعب بعدما تجدد الخصومات الثأرية بمركز البداري، كتلة من النار تشتعل يوميا بسبب انتشار الأسلحة واحتكام الأهالي لها في حل مشاكلهم، فلم نجد حلا للتفاهم والمشاكل بالود كما كان من قبل وبات الجميع يتسلح بشراء كل ما يتاح أمامه من أسلحة وكأنني أجد مركز البداري مقبلا على حرب أهلية، موضحا إلى أن شراء الأسلحة قبل الثورة كان مقتصرا على عائلات معينة، أما وبعد الثورات التي شهدتها البلاد، أصبح السلاح في متناول الجميع، ويرجع انتشار الأسلحة بالبداري لارتفاع دخول الأفراد وذلك لتميز المركز بتصدير الرمان إلى دول الخارج. 

ويقول "تاجر أسلحة" رفض ذكر اسمه، إن الخصومات الثأرية تعد العامل الأساسي لطرح كميات كبيرة من السلاح الآلي والبنادق الإسرائيلية التي انتشرت بكثافة وأسعارها تبدأ من 18 ألف جنيه للبندقية الآلية، خاصة مع الأسلحة التي تأتي مهربا من ليبيا، ونجد اختفاء للبنادق الهندى والخرطوش خاصة بعد أن تم إغراق السوق بأسلحة صينية الصنع.

وتتفاوت أسعار السلاح ما بين ارتفاع ونزول حتى وصل سعر الطبنجة 9 حلوان 15 ألف جنيه والبندقية الآلية الروسى ما بين 17 إلى 19 ألفا وفرد الخرطوش ألف جنيه حيث كان سعرها منذ عام 100 جنيه فقط، بينما بلغت البندقية الإسرائيلى 23 ألفا والجرينوف 75 ألفا والصاعق الكهربائى رجالى 600 و850 للحريمي، وسعر الطلقات الروسى جملة 10 جنيهات وقطاعى 14، والطلقة 9 ملم سعرها 13 جنيها، والطبنجة الصينى 600 والبندقية الصينى 1500 جنيه.

ويشرح لنا "تاجر أسلحة" عقب الثورات التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الماضية، تعد دولتا السودان وليبيا، هما المصدران الرئيسان لدخول الأسلحة إلى محافظة أسيوط، حيث يستغل المهربون وبعض القبائل السودانية والليبية، ضعف الرقابة على طول الحدود الملاصقة مع مصر وخاصة بعض المناطق ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، ويتم إدخال الأسلحة عبر تلك الدروب والمدقات الصحراوية، أو من خلال مدينة الغردقة على البحر الأحمر، بالإضافة إلى إخفاء بعض الأسلحة وإدخالها عبر مراكب نهر النيل.

وعقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة تعرض مركز الغنايم للسرقة أكثر من ألف سلاح، وتعرض أيضا مركز ساحل سليم للضرب بالدانة الآر بي جي. 

 بالرغم من انتشار السلاح بين المواطنين الذي نجدهم في معظم الأوقات لا يملكون قوت يومهم ونجد نسبة الأمية تعدت الـ 42% بالإضافة إلى نسبة الفقر في محافظة أسيوط وصلت إلى 61 % نجد المواطنين مندفعين لامتلاك الأسلحة حتى يفرضوا سيطرتهم وسطوتهم، خاصة مع انتشار أعمال الخطف والقتل والتي أصبحت شبه يومية، أو أننا نجد من يستخدم السلاح في فرض إتاوات أو طلب فدية كما حدث في مركز القوصية في الأشهر الماضية ونجحت مباحث المركز فى  إلقاء سراح الطفل وملاحقة الخاطفين الذين طلبوا فدية. 

وقال اللواء أبو القاسم أبو ضيف مدير أمن أسيوط، إن الوضع الأمني في أسيوط تحت السيطرة تماما وأجهزة الأمن تتحكم في مقاليد الأمور وتجد تعاونا كاملا من عائلات أسيوط.

وأشار "أبوضيف" إلى أن مديرية أمن أسيوط تمكنت خلال عام 2013، من ضبط ٣١٥٧ قطعة سلاح و٤٧٣٠١ طلقة رصاص، موضحا أن الأسلحة التي تم ضبطها خلال العام المنصرم، هي ١٣رشاش جرينوف،٧٨١ قطعه آلى، ٨٨ مششخن، ٣٤١ مسدسا،٣٥٣غير مششخن،١٥٨١محلي، ٣٤ ورشة لتصنيع السلاح و٤٧٣٠١ طلقة متنوعة.

وأكد أبو ضيف أن رجال الشرطة يعملون على بث الأمن والاستقرار لدى المواطن الأسيوطي وأنهم يقومون بعملهم على أكمل وجه، وفى شن حملات أمنية لضبط تجار الأسلحة والبلطجة للقضاء على البؤر الإجرامية في المحافظة.
الجريدة الرسمية