«الإرهاب يهدد كأس العالم 2022».. تزايد المخاوف من أعمال إرهابية في قطر بالتزامن مع المونديال.. توقع وفاة مئات المغتربين بسبب علاقة الدوحة بحماس.. واجتماعات مسئول قطري بقيادي حمساوي تثير الشك
«الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يواجه مشكلة مرتبطة بالإرهاب».. ذلك ما ذكره ديفيد شينكر، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، مؤكدًا أن تقديرات "الاتحاد الدولي لنقابات العمال" تشير إلى أنه مع افتتاح "بطولة كأس العالم لكرة القدم" عام 2022 سيكون نحو 4000 شخص، معظمهم عمال أجانب من جنوب آسيا لقوا حتفهم، أثناء إنشاء ملاعب لكرة القدم في قطر.
شينكر أكد أن العمال الهنود والنيباليين لن يكونوا الخاسرين الوحيدين في صفوف المغتربين في "كأس العالم"، فخلال الفترة من الآن وحتى 2022، العلاقة بين كبار المسئولين في "الاتحاد القطري لكرة القدم"، ومنظمة «حماس»،التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، ستسهم من دون شك في وفاة العشرات.
شينكر ذكر أن قرب قطر من جماعة «الإخوان» -خاصة فرعها الفلسطيني «حماس»- يعلمه الجميع، ففي عام 2000، عندما أغلق الملك عبد الله الثاني مكاتب المنظمة في عمان، وفرت الدوحة ملاذًا آمنًا لكبار مسئولي «حماس»، ثم قبل ثلاث سنوات عندما فرت «حماس» من قاعدتها في دمشق، انتقلت قيادة «الجماعة» مرة أخرى إلى قطر، وفي الآونة الأخيرة، في عام 2012 تعهدت قطر بمنح مبلغ 400 مليون دولار لحكام «حماس» المسيطرين على غزة الذين يواجهون حاليًا ضائقة مالية.
وعلى الرغم من التعاون الإستراتيجي المستمر بين واشنطن والدوحة، إلا أن المساعدات القطرية إلى «حماس» تظل مصدر إزعاج في العلاقات الثنائية، وفق ما أشار شينكر، وفي الصيف الماضي أرسل أكثر من عشرين من أعضاء الكونجرس الأمريكي خطابًا إلى السفير القطري، يتساءلون فيه عن "توسيع دولته للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية " مع المنظمة الإرهابية "حماس".
وفي أوربا، لا يزال من الواجب التمييز بين جناحي «حماس» السياسي والعسكري، لا يلقى دعم الدوحة لـ «حماس» سوى القليل من الشكاوى، ولا يزال الربط بين كرة القدم القطرية والمنظمة الإرهابية يبدو بلا مبرر.
شينكر أشار إلى أن التقاء الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني -أحد رجال العائلة المالكة القطرية- رئيس "الاتحاد القطري لكرة القدم" مع رئيس وزراء «حماس» إسماعيل هنية في أبريل 2013، ولم يناقشا عرض "اتحاد كرة قدم السلطة الفلسطينية" لاستضافة "كأس العالم"، ووفقًا للتقارير الصحفية، فإن هنية وآل ثاني تحدثا عن "العلاقات بين قطر و«حماس".
والأمر الأكثر إزعاجًا أن الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني- الذي شغل منصب "رئيس لجنة الأمن المنبثقة عن اللجنة العليا لكأس العالم 2022، الذي تستضيفه قطر، فضلًا عن شغله منصب وزير الدولة للشئون الداخلية - ترأس اجتماعات ثنائية مع وزير داخلية «حماس» فتحي حماد، وخلال الاجتماع، تعهد آل ثاني بتقديم التدريب والمعدات إلى «حماس» من أجل "تقوية الجهاز الأمني لـ«حماس»".
وحماد ليس مجرد بيروقراطي فلسطيني، فهو مسئول كبير في «حماس» ويضطلع بمسئولية التنسيق بين وزارته وفرق «حماس» الإرهابية، وكما وصف ذلك حماد لـ وكالة الأنباء الفلسطينية "صفا" في أكتوبر 2009، كانت مهمته تتمثل في "حمايتهم وتسهيل تنفيذ عملياتهم الجهادية"، وفقما ذكر شينكر.
وفضلا عن دوره المركزي في إدارة عمليات «حماس» في غزة وإقامة خلايا إرهابية في الضفة الغربية، فإن وزارة داخلية حماد الممولة من قطر مسئولة كذلك عن توفير الأمن للمواطنين الفلسطينيين.
ووفقًا لتقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" في أكتوبر 2013، "يواجه" الفلسطينيون في غزة "مخالفات خطيرة في نظام العدالة الجنائية لـ «حماس»، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والتعذيب والمحاكمات الجائرة".
وبدءًا من الرشوة إلى تزوير الأصوات وحتى إعادة بيع التذاكر بأعلى من قيمتها، فإن فهرس "فيفا" للفضائح الأخلاقية مثير للإعجاب- كما يقول شينكر- بل لا يوجد ما يضاهيه بين الاتحادات الرياضية الدولية، وتجنبت المنظمة حتى الآن التورط في الإرهاب، لكن علاقة العمل الوثيقة بين "الاتحاد القطري لكرة القدم" و«حماس» تهدد الآن حتى هذا الإنجاز المتواضع لـ "الاتحاد الدولي لكرة القدم".
وبالنسبة للدوحة -التي تغلبت على مزاعم ضارة من جانب الأمين العام لـ "فيفا" بأن الجزيرة الثرية "اشترت" كأس العالم 2022 - فإن الانتقاد المتعلق بتمويلها لإحدى المنظمات الإرهابية الأكثر فتكًا في الشرق الأوسط لن يكون له تأثير يُذكر، وبالنسبة لـ "فيفا"، فإن العلاقة بين "الاتحاد القطري لكرة القدم" و«حماس» ينبغي أن تثير المزيد من المخاوف، إن الفساد والرشوة شيء واحد؛ وربط "كأس العالم" ولو بشكل طفيف بالقتل لا يخدم "فيفا" المشوهة أخلاقيًا، حسبما أكد شينكر.