رئيس التحرير
عصام كامل

أرقام صنعت أساطير كرة القدم.. أبوتريكة يرد على مهاجميه بـ«72» فى بنى ياس.. «10» أبرزها من بيليه إلى ميسى.. الأرجنتين توزع الأرقام «أبجدياً».. «618» أكبر رقم يحم

فيتو

لطالما ارتبطت أسماء كبار لاعبى كرة القدم بالأرقام التى تحملها قمصانهم، من رقم 1 الذى كان يحمله "أرديليس" حتى 14، الذى كان يحمله "كرويف" مرورا بجميع أساطير كرة القدم الذين حملوا الرقم الأشهر"10".


تلك الأرقام التى نسجت حولها أساطير وحكايات وراجت بها تجارة، فالبداية كانت مع مونديال عام 1958 الذى نظمته السويد، حيث أرسل المنتخب البرازيلى إلى هذه الدولة الاسكندنافية قائمة بأسماء لاعبيه الـ22 إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، بيد أنه أغفل إضافة الرقم الذى يحمله قميص كل لاعب.

وقد عهد فى النهاية بمهمة توزيع الأرقام على اللاعبين إلى مندوب أوروجواى لدى الفيفا، وهو شخص يدعى "لورنزو بيليثيو" الذى أعطى إلى جليمار وهو حارس مرمى المنتخب رقم "3" وإلى "بيليه"، وكان عمره آنذاك 17 عاما" رقم "10" بدلاً من "9" الذى كان يحمله حتى ذلك الحين.

وأصبح عدد اللاعبين الكبار الذين كانوا يحملون رقم "10" لا يحصى من "بوشكاش" وحتى "ميسى"، مروراً ببلاتينى ومارادونا وزيكو وزيدان وفيجو ورونى.

كما بات رقم "10" منذ سنوات مقترناً بمركز رأس الحربة، لكن الأمور اختلفت حالياً، وأصبحت الأرقام التى يحملها اللاعبون تلبى جميع المتطلبات والمعتقدات الخرافية وأى أهواء أخرى.

لقد كانت الأمور أكثر بساطة عندما كان التلفزيون يبث باللونين الأبيض والأسود، حيث كانت الأرقام توزع على اللاعبين حسب أماكن تمركزهم فوق أرض الملعب، فكان رقم 1 مخصصا على سبيل المثال لحراس المرمى، ورقم 10 لرأس الحربة صانع الألعاب ورقما 7 و11 للجناحين الأيمن والأيسر.

وتقول مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، إنه فى أعقاب نهائى الدورى الإنجليزى الذى جرى فى ويمبلى فى 8 أبريل عام، 1993 وجمع بين فريقى أرسنال وشيفيلد وينزداى، اعتمدت بريطانيا نظام الترقيم السائد حاليا فى جميع الدول، بحيث يحمل كل لاعب رقما ثابتا.

وخلال نهائيات كأس إنجلترا لعام 1933، كان لاعبو نادى افرتون يحملون أرقاما متسلسلة من 1 حتى 11، بينما كان لاعبو نادى مانشستر سيتى يحملون أرقاما من 12 حتى 22، لكن الفيفا اعتمدت خلال كأس العالم لعام 1954 النموذج الذى كان سائدا آنذاك، بحيث أصبح لكل لاعب رقما ثابتا خلال جميع مباريات الكأس.

وفى منتصف الستينات، ظهر مفهوم جديد خاص بالبدلاء والذين تم تخصيص رقم 12 لهم، ولم تعد الأرقام التى يحملها اللاعبون لتحديد هوياتهم وإنما أصبحت جزءا من ملكيتهم، حيث كان يحمل بيليه رقم 10 وكان كرويف أول من حمل رقم 14.

وقد أصبحت تجارة زى اللاعبين حاليا مربحة للغاية، لاسيما بالنسبة لكبرى الأندية، فقد أصبح رقم 7 بمثابة علامة تجارية لا يحظى بها سوى كبار اللاعبين فى نادى ليفربول (أمثال كيفن كيجان ودالجليش فى الماضى ولويس سواريز حاليا) و كذلك فى نادى مانشستر يونايتد.

بينما يعد رقم 9 رقما ملعونا فى نادى نيوكاسل، كما اختار بيكهام رقم 23 تكريما لمايكل جوردن وهو لاعب كرة سلة أمريكى شهير.

وفى تلك الأثناء، أخذت الأرقام ترتفع، فخلال دورى أبطال أوروبا لعام 2004، كان فيتور بايا حارس مرمى نادى بورتو أول من حمل رقم 99، كما حمل جيجى بوفون رقم 88 فى نادى بارما الايطالى وهو رقم شائع للغاية فى الأوساط الفاشية، لكنه قام بتخفيض هذا الرقم سريعا إلى 77.

كما حمل قميص روجيريو سنى حارس مرمى نادى ساوباولو رقم 618 "أكبر رقم حمله قميص لاعب"، لكى يحتفى بالرقم القياسى لعدد مرات ظهوره مع ناديه.

يذكر أن منتخب الأرجنتين قام خلال مونديالات "74،78،82" على التوالى بتوزيع الأرقام على اللاعبين بحسب الترتيب الأبجدى لاسم العائلة، فبالرغم من وجود بعض المخالفات المحدودة خلال مونديال عام 1974، إلا أن هذا النظام تم تطبيقه بشكل كلى فى مونديال عام 1978.

ومن جانبها، قررت العديد من الأندية سحب بعض الأرقام تكريما للاعبين كان لهم بصمة فى تاريخها، وينطبق ذلك على رقم 3 فى نادى ميلان الذى كان يحمله باولو مالدينى وعلى رقم 10 فى نادى نابولى الذى كان يحمله مارادونا.

كما قرر نادى مانشستر سيتى ألا يحمل أى لاعب رقم 23 والذى كان يحمله مارك فيفيان فويه الذى توفى أثناء إحدى مباريات بطولة كأس القارات لعام 2003.

يذكر أن الأرقام التى يحملها اللاعبون فى إسبانيا تتراوح بين 1 و23 وحتى 40 لمن يصعدون من البدلاء، وتبدو بريطانيا أكثر تساهلا، حيث يستطيع اللاعبون أن يحملوا أى رقم يتراوح بين 1 و99 بصرف النظر عن مراكزهم، شريطة أن يحصل على موافقة بذلك من اتحاد الكرة.

وفى ألمانيا، حظر اتحاد الكرة فى يونيو 2011، أن يحمل أى لاعب رقما أكبر من 40 فى ماعدا اللاعبين أمثال أناتولى تيموتشوك (يحمل رقم 44) نظرا لأنه كان يحمله قبل الانتقال إلى صفوف الفريق الألمانى.

لقد أصبح حاليا لكل لاعب قصة مرتبطة بالرقم الذى يحمله، سواء كان يشير إلى تاريخ ميلاد أو عدد الأهداف التى قام بتسجيلها أو وزنه أو رقم حظ بالنسبة له.

وكان باريس سان جيرمان قد أقام احتفالا كبيرا بقدوم بيكهام لباريس سان جيرمان فى مقر النادى بوسط باريس وسط حضور إعلامى غير مسبوق و عدد كبير من النقاد و الصحفيين، وقد بدأ بيكهام ملء خزائن النادى بعد طرح فانلة بيكهام الذى وقع إختياره على رقم 32.

أما أمير القلوب "أبو تريكة" فقد استغل جيدا ذكاءه عند انضمامه لفريق بنى ياس الإماراتى باختيار الفانلة رقم (72) التى تخلد شهداء حادث بورسعيد، ففى الوقت الذى يعتقد فيه مشجعو الأهلى أنهم بحاجة إلى أبو تريكة رد أبو تريكة عليهم برقم القميص حتى يسكت الأصوات التى تتهمه بالتخلى عن النادى الأهلى الذى حقق معه بطولات غير مسبوقة خلال الثمانى سنوات التى لعب فيه.
الجريدة الرسمية