صحفي إيطالي اختطف بسوريا يفجر مفاجأة: صحفي بقناة "الجزيرة" شارك في اختطافي وطلب فدية.. عناصر "السوري الحر" اعتقلوني بعد اصطحابي من لبنان.. وأسلحة روسية الصنع من ليبيا تتدفق على المقاتلين
قال الصحفي الإيطالي "دومينكو كويركو" الذي تم اختطافه بسوريا لأكثر من خمسة شهور خلال العام الماضي: دخلت إلى سوريا بصحبة الجيش السوري الحر، الذي كانت لي اتصالات سابقة معه، مؤكدا أن عناصر السوري الحر تقابلت معه في العاصمة اللبنانية "بيروت" خلال شهر أبريل الماضي، وتجاوز الحدود بصحبة كتيبة من هذا الجيش في اتجاه مدينة "يبرد" السورية.
وأكد في تصريحات صحفية أنه أثناء سيره بصحبة مرافقيه، اعترضت طريقه شاحنتان خفيفتان وقامتا بإطلاق النار في الهواء، وهرع من فيهما من المسلحين نحونا، وتمّ وضع كيس على رأسي واختطافي.
وحول هوية المختطفين، قال: "بعد أن ساروا بي 10 دقائق، توقفنا وتم نزع ملابسي بالكامل، وإعطائي ملابس أخرى وتعرضت إلى اعتداء بالضرب، وأخبروني أنهم بوليس النظام أو بوليس بشار الأسد كما قال أحدهم".
وأضاف: ظللت معصوب العينين يومين بعد ذلك كنت على اتصال بشخص واحد، كان يرتدي سروالا يعود للجيش النظامي. كان بوسعي مشاهدة الخارج، جبال لبنان أمام ناظري وكنت أستمع إلى القتال الدائر حولنا.
مؤكدا علمه بعد ذلك أنه لم يكن سجينا لدى النظام، حين بدأ القتال يتقدم نحونا، واشتداد القصف بالطائرات، وأسمع بوضوح مضادات الطائرات، وهنا قلت لنفسي: من المستحيل أن يقصف النظام مواقع جنوده بهذه الضراوة وهذه الشدة.
وأشار إلى رؤيته في أحد أماكن مقر احتجازه صناديق ذخيرة، مكتوب عليها صناعة روسية وموجهة إلى نظام العقيد الليبي معمر القذافي، مؤكدا أن دعم النظام الليبي الحالي لما يحدث بسوريا معلوما ومعترفا به من الطرفين.
وأضاف: عشت مرتين ما يشبه عملية إعدام الإحساس بمسدس في العنق، وإصبع على أهبة الضغط على الزناد، المرء يشعر بأن الزمن توقف وحياته تمر أمامه في لحظات.
أضاف: إنه خلال مرات عديدة حاول إقناع مختطفيه الذي تبين له أنهم من المقاتلين ضد نظام بشار، أنه كان على الدوام داعم للثورة من خلال مواقفه وكتاباته مناصرا بشدة لمطالب الشعب السوري.
وكان يتلقى إجابة على هذا الاستعطاف، بأن الثورة لم تكن بحالة جيدة، وأنها بحاجة أكيدة للمال، وأن إيطاليا ستدفع الفدية، علاوة على معاملته بسوء وإطعامه من فضلات طعامهم دون حق في الاستحمام.
ووصف مقاتلي الجيش السوري الحر بأنهم كانوا يتصرفون كقطاع طرق، ودليل ذلك كما ذكره بالحوار أن العديد من مقاتلي هذا الجيش انسحبوا منه والتحقوا بجبهة النصرة، ليس من باب القناعة الدينية أو السياسية بالضرورة، بل بسبب الانضباط الذي كان يحكم هذه الجماعة.
وتطرق إلى واقعة بيعه إلى بلاده عن طريق وسطاء بعد تكفل إيطاليا بدفع "الفدية" المطلوبة، والتي تمت على متن شاحنة صغيرة، وأخبره "المشترون" أنه سيتم إطلاق سراحه عن طريق لبنان.
أشار إلى لقائه في ذلك المكان مع شخص يدعى "محمود"، قدم نفسه له على أنه صحفي من قناة "الجزيرة" القطرية، وكذلك المسئول الإعلامي لكتيبة الفاروق، فقال: شعرت بالفرحة لمقابلته لكونه زميل مهنة، لكن حالة السعادة لم تطل عندما اكتشفت أنه يتعاون مع خاطفيه ويتحدث باسمهم مع الأطراف التي ستدفع "دية" الإفراج عنه.
مؤكدا أن ما قاله في المقابلة فيما يتعلق بمراسل قناة "الجزيرة" الذي كان ضمن خاطفيه، وأنه قام برواية الحكاية بتفاصيلها ضمن الكتاب الذي نشره، والذي أكد خلاله أن صحفي الجزيرة كان يتحدث نيابة عن المختطفين، كما تبنى اختطاف صحفية أوكرانية ومهندسا إيطاليا.
كاشفا أن دور الصحفي التابع للجزيرة، كان يعني الاتصال بالحكومة الإيطالية الأمر الذي يتطلب شهرًا لإنجاز الصفقة التي تنتهي بإطلاق سراحه حسب قوله.