رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو موسى في معرض الكتاب: اتقوا الله في مصر.. الإهمال يتساوى مع الإرهاب.. علينا اختيار الأفضل لقيادة مصر.. لدينا أزمة كبيرة في المجتمع.. والقادم أصعب

عمرو موسي رئيس لجنة
عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين

عبر عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، عن سعادته لمشاركته في معرض الكتاب بدورته الـ 45، مشيرا إلى أن إقامة المعرض في ظل الظروف التي تمر بها مصر، دليل على صمود وتحدي الشعب المصري، للسلبيات التي تفٌرض عليه، وتكشف بكل صراحة أننا ماضون في طريقنا لإعادة بناء مصر، بعد الخلل الكبير الذي حدث في إدارتها، أدى إلى تهديد مستقبلها، وهو ما دعانا لرسم خارطة طريق لتحقيق الأهداف التي نادت بها ثورة 25 يناير، وعبرة عنها 30 يونيو.

وأضاف موسى خلال اللقاء الفكري الذي أقيم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الإثنين، بحضور الدكتور صابر عرب وزير الثقافة، وأدار اللقاء الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، أن مصر لم تكن أبدا دولة هامشية أو مهزومة، وكان لها دور كبير في تطور العالم العربي والإسلامي، والشرق الأوسط على اتساعه، ومن المؤلم ألا نراها من بين اللاعبين الرئيسيين، وهو ما يطرح وضع غير طبيعي، نشعر به حين نتحرك على الساحة العربية والإقليمية والأفريقية، فالكل يعبر عن أسفه لغياب مصر.

وأضاف: أن مصر قبلت التحدي الذي فرض عليها، واستطاعت رسم خارطة الطريق، وصياغة الدستور، الذي وضع آليات الانتخابات داخل كل المؤسسات وعلى رئسها رئيس الدولة والبرلمان والبلدية والمحليات، وعلينا بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، وضع خطة للتعامل على المدى الطويل، حين تصبح مصر 100 مليون نسمة، ما يوضح مقدار التحدي الضخم لمصر في شكلها الجديد، الذي يتشكل بإجراء الانتخابات المختلفة.

ووصف موسى فصل الحريات بالدستور بالأكثر من مبدع، قائلا: هناك حرية الاعتقاد والفكر مكفولة، البحث العلمي والإبداع والفن والأدب مكفولة، هذا الدستور وضع في اعتباره ضمان كل الحريات.

وأشار إلى أن أصحاب الفكر يدركون أن الدستور نص على حرية الملكية الفكرية، فعلى الدولة أن تتحرك لتضمن لمفكريها حقوقهم، ومصر تعلم قيمة القوة الناعمة، التي أصبح من الضروري حمايتها.

وأكد أن التعليم حصل على اهتمام كبير لمضاعفة ميزانيته، بالتوجه لاحترام المعلم والمدرس، والبحث العلمي أخذ مركز كبيرا أيضا بالدستور، فالتعليم اليوم غير منتج، غير قادر على المنافسة في المحافل العربية والأفريقية والعالمية، مشيرا إلى أن إجادة اللغة العربية أحد أهم أسس الثقافة، وتراجعها ينذر بخطر كبير، مشددا على الاهتمام باللغة العربية، كونها عنصرا أساسيا في المجال الثقافي، ويجب أن تكون فخرنا.

واستطرد: لدينا أزمة كبيرة في المجتمع المصري، تتمثل في الثقافة، وفي تكوين الشخصية المصرية، متسائلا: هل من الممكن أن نصل بمصر إلى وضع التميز الذي كان موجودا؟، من الممكن من خلال تطوير مراحل التعليم المختلفة، وأن يكون التعليم في مصر إلزاميا إلى مرحلة الثانوي.

وأردف موسى: الدستور سيلعب دورا كبيرا في مستقبل مصر، والمنطقة والعالم العربي، بما فيه من ثراء كبير للحريات والحقوق والمصالح، فكان من المؤسف أن ندخل القرن الـ21 مهزومين، رغم أننا قديما سبقنا العالم كله منذ القرن الـ19، من خلال القوانين، نتقدم في درب الديمقراطية، والدساتير وسيادة القوانين وسيادة الدولة، وأكبر الجامعات، كانت القاهرة.

ولفت موسى إلى أن الانتخابات الرئيسية تبدأ مباشرة تتلوها البرلمانية، في إطار النص الدستوري، الذي يلزم إجراؤها في فترة زمنية محددة، وعلى كل الأحزاب أن تستعد بقوة لا تخشى الانتخابات، لأننا نريد بناء مجتمع ديمقراطي قوي، لا يفرق فيه بين أحد بسبب اللون والدين.

وتابع موسى: أن الدستور وضع لا مركزية الحكم في مصر، فلا يجوز انتخاب رئيس الجمهورية لأكثر من فترتين، ويطبق هذا على الكل، دون استثناء، وهو ما يعد نقله في تاريخ البلاد. 

وأكد موسي أن ما تمر به البلاد من ظروف صعبة، لإعاقة المسيرة، يتطلب تضامن الشعب الذي لن يقبل أن يروع، كما لا يمكن عيشه في ظل التهديدات الإرهابية التي يتعرض لها يوميا، هذا بالإضافة للإهمال، الذي تساوت عدد ضحاياه مع الإرهاب، وهو ما يتطلب التكاتف حتى نقضي على هذا النزيف الإنساني، مشيرا إلى أن مصر محروسة بعمل أبنائها، الذين قبلوا التحديدات التي تعرضوا لها، حتى مر الاستفتاء بسلام.

وقال موسى: من الممكن أن نجد صعوبات في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، علينا العلم أن القادم أصعب، فعلينا التحدي، أن نتقي الله في مصر، ونصبر ونضحي، ويلتزم كل شخص بواجباته، إننا سوف نخرج من المطب في فترة قصيرة قادمة، يعود لمصر دورها وكل عناصر قوتها، تعود القائدة الرائدة.

وشدد على ضرورة تطبيق الدستور في أرض الواقع، ويلتزم به الرئيس والنظام القادم، وخير دليل على احترام الدستور هو تعامل الرئيس عدلي منصور، مع المحتجزين، وتم التوجه لمعالجة قضية المعتقلات، أما فيما يتعلق بالمحاكمات العسكرية، تم الحسم من خلال الدستور الجديد، فلا يجوز أن يحاكم مدني أمام محاكمة عسكرية، مضيفا: أن باب الترشح للرئاسة سيفتح خلال أيام وعلينا اختيار الأفضل، وأن يكون الباقي وراءه يساعدونه ويعينونه، ولأن ما هو قادم أصعب من الماضي، لا يمكن أن نترك مصر العظيمة. 

فيما أشار الدكتور صابر عرب وزير الثقافة إلى أن الدستور وضع عنوانا كبيرا جدا لمصر، فقد خرج 20 مليون مصري، للاستفتاء رغبة منهم في أن تتبوأ مصر مكانتها، وعودة الأمن والاستقرار، وقدم دعما كبيرا للجنة الخمسين والدستور.
الجريدة الرسمية