لا تُحمّلوا حمادة كل عوراتنا
شُغل الرأى العام المصري، بحمادة صابر الذى سحلته داخلية مرسي، منذ يومين. وفى هذا الصدد، لا يُعتد كثيراً بشهادة الرجل، حيث إن المشهد كان مُذاعاً، وليس مسار جدل. فأعيننا هى الحكم والشاهد على ما حدث. ولا يجب تحميل حمادة أى ذنب أيضاً. فلم يتعرض أى منا لمثل الضغوط التى رُبما يكون قد تعرض لها الرجل. وليس حمادة، هو طوق النجاة الوحيد من الإخوان، لنُهاجمه بكل تلك الوحشية. فليس من النخوة أو المروءة، تحميل حمادة ذنب كل عوراتنا!!
حمادة مصرى طيب، وليس فى الأمر أدنى شيء يتعلق بالرجولة أو بالصبيانية، إلا إن كنا نتكلم عمن يبيعون الوطن باسم نظريات مستوردة، فيكلموننا مرة عن "العدالة الإنتقالية" التى هى فى حقيقتها "عدالة إنتقامية"، أو عن "العزل السياسي" لمن هم أقوى منهم، لأنهم يستشعرون ضعفهم الهزيل، أو يكلموننا عن أن من يتكلم عن إفلاس مصر هو المفلس بينما الفُقراء يتضورون جوعاً!!
فلم يكن حمادة عضواً فى المعارضة المصرية المُستأنسة من الإخوان، ممن جلس مع مرسى قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، واتفق معه على دعمه للرئاسة، بديلاً عن شفيق. لقد كان من فعل ذلك، هو حمدين والبرادعي، وليس حمادة!! وربما يُشكل ما حدث لحمادة جزءً من الخروج من الأزمة، ولكن من حض على انتخاب مرسي، سواء فى تلك الجبهة المشكوك فى أهدافها أو النُشطاء المبالغين فى صراخهم، لن يكونوا أبداً جزءً من أى حل، ولكن هم فى حد ذاتهم أكبر المشاكل، حيث لا يُعبرون عن الحلول فى أغلب الأحيان ويكفى أن تنظر إلى شكل الوطن اليوم، لتعرف ما ساهموا فى فعله به!!
لم يكن حمادة، هو من ملأ مصر بالشتائم والتفرقة بين الناس، ووصف البعض بأنه ثورى وغيره بأنه فلول. لم يكن حمادة هو من قال إن من هم فوق الـ 35 سنة من عمرهم "مركوبين" وأن من هم أقل من هذا السن "فُلة شمعة منورة"!! لم يكن حمادة، هو من قام بالمسيرات ضد الجيش والشرطة والقضاء والأزهر. ولم يكن حمادة، هو من كذب ونافق وحملَ صور "الفوتوشوب" المزورة فى كل أجواء مصر!!
وإياكم وتصديق الإخوان إن خرجوا عليكم بأن الأمر يستلزم "تطهير الداخلية"، لأن الداخلية ليست من يُلام على سحل حمادة. إن المسئول عن سحل حمادة، هو وزير يطبق سياسة الإخوان أو بتحديد أكثر، يُطبق سياسات خيرت الشاطر، فى الدفاع عن سلطة جماعته، ولو على حساب كرامة مواطنى مصر!!
فالداخلية، تنقسم إلى مؤسسة من ضباط وجنود، هم منا ونحن منهم. وإلى سياسة يضعها الحاكم وينفذها وزيره و"بعض" وليس كل ضباطه وجنوده.
وبينما رفض الوزير السابق تنفيذ تلك السياسة، أُقيل، ليأتى الشاطر بهذا الرجل الذى يُخطئ فى حق نفسه يومياً، بينما يبقى فى هذا المنصب!!
لا تتحاملوا على الداخلية كؤسسة مصرية عريقة تحمى المصريين ومصر. ولكن حملوا المسئولية للإخوان الذين يريدون استلاب مصر لصالح قطر وإسرائيل وأمريكا، ويقولون إنهم يريدون تطبيق الشريعة بينما يريدون أن يطبقوا قانون الغاب!!
لا تُحملوا حمادة كل خطايا الوطن وأخطائكم، ولكن حملوا الساسة ممن يريدون إنقاذ الإخوان من السقوط وحملوا رجلاً باع نفسه للسلطة، مع بعض رجاله الذين يظنون أنهم مانعتهم أسلحتهم، من عدل السماء ثم عدالة القضاء!!
لا تُحملوا حمادة كل ذنوبكم، فالحق واضح والباطل واضح، والإخوان قريباً جداً زائلون، وبالقانون!!
والله أكبر والعزة لمصر
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية