رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا ورئيسنا القادم


كذب مستر كيرى وزير الخارجية الأمريكية حينما قال: إن بلاده وحكومتها لا علاقة لها بشأن اختيار الرئيس المصرى القادم وأن هذا الأمر بيد الشعب المصرى وحده.. فالحقيقة أن الأمريكان يتدخلون بشكل فج وسافر في هذا الأمر حينما يمارسون ضغوطًا مكثفة ليس على مصر وحدها وإنما على دول الخليج التي تساند مصر الآن حتى لا يترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى لانتخابات الرئاسة المصرية.


من قبل مارس الأمريكان ضغوطهم على مبارك لكى يتنحى، ولعلنا نتذكر كيف قال له أوباما قولته الشهيرة "اترك الحكم الآن".. وبعدها سعى الأمريكان لتمكين الإخوان من حكم مصر.. ومستر كيرى ذاته هو الذي أبلغ الإخوان في نوفمبر ٢٠١١ بموافقة واشنطن على مشاركتهم في انتخابات الرئاسة المصرية وطلب منهم التقدم بمرشح في هذه الانتخابات.. ولم يكن اختيار الإخوان لمحمد مرسي عشوائيًا بديلا لخيرت الشاطر الذي كانوا يعرفون أنه لا يستوفى الشروط القانونية للترشح.. فقد حرص الإخوان على أن يكون مرشحهم للانتخابات الرئاسية مقبولًا من الأمريكان أو على الأقل لا توجد اعتراضات أمريكية عليه.

لذلك لم يقل كيرى الصدق عندما تحدث عن أن واشنطن ليست معنية بمن سيترشح للرئاسة المصرية في الانتخابات القادمة بعد أسابيع قليلة.. لكنه كان صادقًا فقط حينما قال إن حكومة بلاده سوف تتعامل مع أي رئيس يختاره الشعب المصرى.. فإن واشنطن لا تملك ترف عدم التعامل مع الرئيس المصرى القادم لأن المصالح الأمريكية سوف تتضرر إذا فعلت ذلك أو غامرت بمقاطعة السلطة المصرية المقبلة.

لعل ذلك أبلغ رد على الذين يخشون من الضغوط الأمريكية الحالية علينا وعلى أشقائنا العرب في الخليج لإثناء السيسى عن الترشح لانتخابات الرئاسة.. إن في مقدور الأمريكان بالطبع ممارسة الضغوط علينا مثلما فعلوا من قبل مرات عديدة بعد يناير ٢٠١١ وأيضًا قبله، ولكننا في مقدورنا نحن أن نرفض هذه الضغوط مثلما فعلنا في ٣٠ يونيو و٣ يوليو ٢٠١٣، ولم نكترث بتهديداتهم الخاصة بوقف المساعدات العسكرية عنا.

فلنفعل ما نراه صائبًا ويحقق مصلحتنا، وبعدها سنجبر العالم كله وليس الأمريكان وحدهم على احترامنا، ولنذكر أن العالم لا يحترم إلا الأقوياء ومن يحترمون أنفسهم.
الجريدة الرسمية