هل أصبحت خيانة الوطن وجهات نظر
كل ما يحدث من إرهاب في الشارع المصرى لا يشغل بالى بالقدر الذي يجعلنى ألزم بيتى خوفًا ورعبًا.. فهذه التفجيرات وكل الأعمال الإرهابية شىء تعودنا عليه من هؤلاء الإرهابيين الحاقدين على مصر منذ زمن بعيد فلم تهتز مصر ولن تركع في يوم من الأيام.
فأعداؤنا -الخفى والظاهر– كانوا واضحين لنا وكنا نحاربهم جميعًا جيشا وشرطة وشعبا.. أما اليوم فكل ما يشغل بالى ويزيدنى رعبًا وهلعًا ما آلت إليه الأسر المصرية من انقسامات فهناك مؤيد لما يحدث برغم بشاعته وهناك المعارض ولا يهم الكم هنا ولكن كل ما يهم أن هناك مؤيدا للإرهاب ويتظاهر بتأييده علنًا بلا حياء.
فقد أذهلنى ما سمعت من ابن عمى وهو منتمى أو محب للتنظيم الإرهابى الإخوانى وهو للأسف كان ممن حارب وأسر في حرب أكتوبر 73.. فعندما قلت له هل يعجبك ما تراه من أعمال الإخوان من تفجيرات في الشارع المصرى فقال بلا تفكير وأنتو لسة شفتوا حاجة فعاودت عليه السؤال هل ستكون هذه إجابتك إذا ما أصابت التفجيرات أحد أبنائك فلم يجيبنى وانصرف وهو يسخر من كلامى وهناك كثيرون مثله.
وما يُخِيفنى هو مجرد التفكير في مستقبل مصر وفى الأجيال القادمة فهل سيتبقى أثر من فكرة الوطن أم ستنتهى؟ من يستطيع أن يعلم النشء الجديد أننا كلنا جنود ندافع عن أرض الوطن.. أرى الخونة حولى في كل مكان في العمل وفى العائلة وفى الشارع فهل أصبحت الخيانة للوطن وجهات نظر؟
يا لها من كارثة أن أجد من أهل وطنى مصريين مثلى يفرحون من أجل جنود قتلوا وهم يتناولون وجبة الإفطار في رمضان ويهللون من أجل سقوط طائرة مصرية أو أي مصيبة تلحق بجيش وشرطة مصر وكأنهم غرباء....لا... أنهم ليسوا مصريين ولا ينتمون إلى تراب هذا الوطن فمصر بالنسبة لهم مجرد سكن وعمل لا أكثر.
هل هو احتلال من نوع آخر! احتلال مصر من أشخاص يحملون الجنسية المصرية وهم ليسوا مصريين؟! فحب الوطن شىء لا نتعلمه على كبر بل هو دماء تجرى في عروقنا ولدنا به ومارسنا هذا العشق الوطنى طيلة حياتنا.. فهولاء إذًا ليست لديهم نفس الدماء التي تجرى في عروقنا.. فلهم دماء أخرى فاسدة عكرة تظهر على وجوههم البلهاء.
هم أيضا ليسوا ذات أهمية في مستقبل مصر فالمهم إذًا كيفية زراعة حب الوطن وحب التضحية من أجله داخل نفوس النشء الجديد وكيف يكون هذا التأثير أكبر من التأثير الذي يتعلمه الطفل في بيت أبيه المحب للإرهابيين.
فالتعليم الجيد وتطوير مؤسسات الدولة وتطوير كل الخدمات التي يحتاجها المواطن أي بناء الدولة من جديد هي أفضل وسيلة لمحاربة زراعة الإرهاب والتطرف لدى النشء الجديد.. أما ما يوجد من إرهابيين الآن فنحن كفيلون بهم.
مصر تحارب الإرهاب في جميع أنحاء العالم.. تحارب منظمات دولية إرهابية فلابد أن تنضم لمصر جميع جيوش العالم بمعداتهم الحربية وأموالهم لمحاربة بؤر الإرهاب في بقاع العالم.
وأحيي رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور على تعديل خارطة الطريق لتصبح انتخابات الرئاسة هي الأولى ومن هنا لابد أن يترشح الفريق عبد الفتاح السيسى ليصبح رئيسا للجمهورية يفوضه الشعب لبناء مصر الحديثة والقضاء على الإرهاب.
ولكن لن تنتهى مشكلة الإرهاب بهذه السهولة إذا لم يساند الشعب رئيسه وجيشه وحكومته.. حفظك الله يا مصر شعبا وجيشا.