رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة 25 يناير تهدد عرش معرض الكتاب.. ركود في حركة البيع.. والناشرون يشتكون قلة أعداد الرواد.. زيادة الإيجار على مكتبات سور الأزبكية.. ورئيس هيئة المعارض: انخفاض القدرة الشرائية السبب

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب

للسنة الثالثة على التوالي يعاني الناشرون المشاركون في معرض القاهرة الدولي للكتاب حالة ركود في حركة البيع مما يكبدهم خسائر على حد قول الكثير منهم، بعد أن كان المعرض موسما لبيع الوفير وجني الأرباح وحدوث انتعاش كبير يجذب الناشرين من كل دول العالم وليس الدول العربية فقط. 

وقال أحد الناشرين العرب: "إنه منذ اندلاع ثورة 25 يناير، التي تزامنت مع بداية المعرض في ذلك الوقت فوجئنا بقرار إلغاء المعرض لدواع سياسية وأمنية في الوقت الذي قمنا فيه بالفعل بشحن الكتب ودفع القيمة الإيجارية للمشاركة، وتكبدنا خسائر كثيرة.. وفي الأعوام التي تلت الثورة لم يحدث تغيير ملحوظ في حركة البيع بالمعرض ووللعام الثالث على التوالي نحرص على المشاركة ولكن قدرتنا على تحمل الخسائر قد تنتهي إذا لم تحدث انفراجة، وتشهد الأيام المقبلة من عمر المعرض إقبالا وحركة بيع تعوضنا جزءا من تلك الخسائر، خاصة وأن القيمة الإيجارية للناشرين من خارج مصر أعلى من القيمة التي يتحملها الناشرون المصريون". 

ولم يكن حال الناشرين المصريين أفضل من حال الناشرين العرب، خاصة صغار الناشرين الذين اشتكوا من انخفاض عدد رواد المعرض خاصة يومي الجمعة والسبت الماضيين بتأثير الأحداث التي تمر بها البلاد، وقال أحدهم: "نحن ننتظر أن تستقر الأمور خلال الأيام القادمة لينعكس ذلك على حركة البيع داخل المعرض".

وفي سور الأزبكية، المكان المخصص للمكتبات التي تبيع الكتب القديمة، والتي يحرص الكثير من رواد معرض الكتاب على زيارتها لرخص سعرها وإمكانية الحصول على عناوين بقيمة قد تصل إلى 10% من قيمتها لدى دار النشر الأصلية، قال أحد أصحاب المكتبات هناك: إن القيمة الإيجارية للمكان الذي استأجره هذا العام زادت 150 جنيها عن العام الماضي لنفس المساحة بما يوازي 5% زيادة، مطالبا وزارة الثقافة ووزارة التجارة بدعم أصحاب المكتبات والناشرين ليستطيعوا الاستمرار في المشاركة في المعرض. 

من جانبه، نفى أحمد مجاهد - رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب - المنظمة للمعرض، أن تكون هناك أي زيادة في قيمة إيجار الأماكن بالنسبة للناشرين المصريين أو الناشرين الوافدين من الخارج. 

وقال: "إن الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات رفعت القيمة الإيجارية للمعرض هذا العام بشكل مبالغ فيه، مما اضطرت هيئة الكتاب للجوء إلى وزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور لخفض قيمة الإيجار؛ حيث استجاب بدوره للطلب وقرر تخفيض القيمة الإيجارية بنسبة 50% عما وضعته هيئة المعارض لتساوي القيمة الإيجارية هذا العام مع ما تم دفعه في العام الماضي، لافتًا إلى أن الهيئة قامت بمد فترة معرض الكتاب لمدة يومين مجانًا للناشرين لينتهي في يوم 6 فبراير بدلًا من يوم 4 فبراير المقبل". 

وفي ذات السياق، قال أحمد الديب - رئيس الهيئة المصرية العامة للمؤتمرات والمعارض -: "إن تأثر مكاسب الناشرين يرجع في الأساس للحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وانخفاض القدرة الشرائية للكثير من رواد المعرض، مما انعكس إلى حد بعيد على عدد الكتب التي يشتروها من المعرض معربًا عن أمله في أن تزيد حركة البيع خلال الأيام القادمة ليحقق كل ناشر ما يرجوه من مشاركته في المعرض".

ونفى أن يكون هناك ناشر يواصل المشاركة بالمعرض على مدى سنوات مع تحقيق خسائر، لافتًا إلى أنه قد يكون هناك انخفاض في الأرباح التي اعتاد أن يحققها من مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، موضحًا أن الهيئة تقدم كل الدعم لهيئة الكتاب وتعطيها سعرا خاصا يختلف عن أسعار المعارض التجارية لحرص هيئة المعارض على دعم الأنشطة الثقافية في الدولة. 

وأضاف الديب: إن هيئة الكتاب حصلت على خصم 50% على القيمة الإيجارية للمعرض من وزير الصناعة والتجارة، مبينًا أن هيئة المعارض هيئة اقتصادية تقدم نشاطا تجاريا يتمثل في إقامة المعارض، مؤكدا أن الهيئة حرصت على تقديم كافة التسهيلات التي طلبتها هيئة الكتاب ليخرج المعرض في أفضل صورة تتوائم مع سمعته العالمية كأكبر معرض للكتاب في المنطقة.
الجريدة الرسمية