رئيس التحرير
عصام كامل

انقسام المعارضة السورية أجهض آمال الحل بـ«جنيف 2».. حكومة الأسد فرضت إرادتها على الأرض.. «الإخوان» وراء فقدان «الائتلاف السوري» المصداقية.. «داعش» دمر الثورة وا

احدي جلسات مؤتمر
احدي جلسات مؤتمر جنيف 2 - صورة ارشيفية

أسهم النقد ضد أداء المعارضة السورية، لم تعد مقصورة على إطلاقها من منصات إعلامية عربية، بل وصلت الظاهرة إلى الصحف الغربية التي ظلت تقف في خندق واحد مع ثوار سوريا خلال الأعوام الماضية، وتبنت لفترة طويلة الدفاع عن المعارضة وكشف عورة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أمام الرأي العام الدولي.

واليوم قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الانقسام الذي يسود المعارضة السورية أدى إلى وجود هدوء نسبي في سوريا، بينما لا يتوقع الشعب السوري الكثير من مؤتمر "جنيف 2".

وأضافت في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني، أن الأمور في سوريا لم تتغير كثيرا، باستثناء أن المواطنين تعودوا على العيش في حالة الحرب التي تدخل عامها الرابع، ووضعوا النجاة من الموت كهدف رئيسي في حياتهم.

وتابعت "على الرغم من وجود حالات توقف لإطلاق النار حاليا، إلا أن المواطنين لا يتوقعون أن تؤدي إلى تغيير جذري، فهي لا تفقد شيئا من حدتها حين تندلع مرة أخرى".

وأوضحت الصحيفة أن انشغال بعض التنظيمات المعارضة في اشتباكات مع بعضهم البعض خفف حدة هجماتهم على دمشق العاصمة في الأسابيع الأخيرة، وهو ما استغلته الحكومة السورية بشكل جيد.

واستطردت الصحيفة "فعلى الرغم من الحملات القمعية التي شنتها القوات الحكومية طويلًا، إلا أن الانقسامات في أوساط المعارضة بلغت درجات من الحدة تجعل إمكانية التوصل إلى اتفاق على قضايا من قبيل وقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى أو إيصال الإغاثة إلى المناطق المحاصرة ضئيلة".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي كانت تحاصر فيه القوات الحكومية المناطق التي يسيطر عليها الثوار في العاصمة بهدف تجويعهم، كانت المناطق التي تسيطر عليها الحكومة تحيا كما لو أنه ليس هناك حالة حرب، حيث الإمدادات الوفيرة من الخبز بأسعار مدعومة، وكذلك البنزين وغاز الطهي، كما استمرت الحكومة في دفع رواتب ومخصصات التقاعد لموظفيها، حتى لو ارتفعت الأسعار في الأسواق. 

وأكدت الصحيفة البريطانية أن الحكومة السورية تبدو الآن في موقف أقوى من المعارضة المنقسمة، كما يبدو أن وسط دمشق لا يزال يعد أقل خطورة مما هو عليه الأمر في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.

وسبب انقسام المعارضة السورية في إضعاف موقفها أمام المجتمع الدولي، وفقدت حالة الزخم الثوري التي كانت عليها، وسمح انقسام الصف الذي دب في صفوفها، والأطماع التي سيطرت على جانب كبير من رموزها، إلى فتح مسام الجسد السوري، وسمحت للتنظيمات المتطرفة على غرار" داعش" المنتمية إلى تنظيم القاعدة في دخول البلاد، والتوطن بها.

وتأتى خسارة ثقة الشعب السوري على رأس الأهداف التي عجزت المعارضة في الحفاظ عليها، وظهرت أمام الثوار بالداخل السوري، بمظهر المرتهن إلى الإملاءات الغربية، والأموال العربية التي هرول معظم رموزها خلفها.

وكان لجماعة الإخوان السورية الحصة الكبرى، في تشتيت صفوف المعارضة، نظرا للممارسات التي قامت بها خلال الثلاثة أعوام الماضية بهدف السيطرة على الائتلاف السوري المعارض، مما دق المسار الأخير في نعش المعارضة وأفقدها مصداقيته أمام الداخل والخارج.
الجريدة الرسمية