رئيس التحرير
عصام كامل

«مصر كما تريدها أمريكا».. واشنطن تنظر إلى القاهرة على أنها موظف لديها يحقق مصالحها.. وترفض تولي السيسي الرئاسة لأنه شبيه عبد الناصر.. رغبة الولايات المتحدة في نشر الديمقراطية «كلام زائف

 الفريق أول عبد الفتاح
الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع

ناقش معرض القاهرة الدولي للكتاب بقاعته الرئيسية اليوم الأحد كتاب «مصر كما تريدها أمريكا» للكاتب «لويد سي جاردنر».

ويوضح الكتاب العلاقات الدولية والسياسية بين مصر وأمريكا في حقبة تاريخة مهمة منذ عبد الناصر إلى سقوط مبارك.

وقال الكاتب والمفكر السياسي بشير عبدالفتاح، مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، إن عنوان كتاب «مصر كما تريدها أمريكا» يكشف رغبة أمريكا باستتباع مصر خادمة لمصالحها، ويعبر عن وجهة نظر أمريكية غربية غير محايدة عن طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية.

وأضاف عبد الفتاح أن الكتاب يحتوي على خمس قضايا، أولها فكرة الدولة الوظيفية، وهي أن أمريكا تنظر إلى مصر كدولة وظيفية تستخدمها لتحقيق مصالحها، وحماية مصالحها، والحفاظ على أمن إسرائيل، وهو ما يُعد إهانة لمصر لا تليق بتاريخها.

وأشار إلى أن أمريكا كانت ترفض محاولات تقدم مصر، بل كانت تحافظ على بقائها كدولة وظيفية لها قليل من الديمقراطية، وذات قوة قليلة، لذا ارتبكت أمريكا جدًا في التعامل مع ثورة 25 يناير، وظهرت رغبتها في الإبقاء على مبارك الحليف المطيع لها.

كما أن أمريكا ترفض تولي الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع منصب رئيس الجمهورية كونه شبيه عبد الناصر، ويسعى لأن تكون مصر قوة كبيرة نامية، تمتلك حريتها وقرارها.

وأشار إلى أن البعض تقبلوا أداء دور الشرطي الخادم لمصالح الأمريكان، وأضاف بشير أن أمريكا تراهن على الجيش المصري، فترى فيه أقوى فصيل وطني، يمكن التعامل معه في ظل عدم وجود نخبة مدنية قوية قادرة على الحفاظ على جزء من الاستقرار الكبير في مصر.

وأكد عبدالفتاح إن العلاقة المصرية الأمريكية وضعت أمريكا في مأزق كبير؛ بسبب تخوفات إسرائيل، التي كانت قلقة من رغبة مصر بتسليح وتطوير جيشها أيام عبدالناصر، وهو ما جعل أمريكا في حيرة بين إرضاء إسرائيل وعدم خسارة مصر، وهو ما انعكس سلبيًا على العلاقة المصرية الأمريكية، وكان من الصعب إقامة علاقة أمريكية إسرائيلية دون أن تكون إسرائيل طرفًا في العلاقة وتحدد سقفه وتضبط إيقاعه.

وأشار عبدالفتاح إلى أن الولايات المتحدة فوجئت بثورة 25 يناير، فكانت تشجع مبارك، وفشلت في التصدي للثورة، مما دفعها للتحكم في توجيه مسارات الثورة بما يخدم مصالحها، وهو ما يكشف أن أحد أهم أسباب تحقيق الثورة لأهدافها هو التدخل الخارجي، فمصر مكشوفة استراتيجيًا ومُختَرقة استخباراتيًا.

واسترسل قائلًا: "إن القوة والهيمنة هي رغبة أمريكية، وعليها استخدام القوة لتحقيق الهيمنة، وهي فكرة يؤيدها قطاع عريض من الأمريكان، وما اُشيِع حول رغبة أمريكا في نشر الديمقراطية كلام زائف، فهي أدعت ذلك من أجل تعرية القوى الكبرى من مستعمراتها".

واختتم قائلًا "إن عبدالناصر كان قائدًا طموحًا، السادات كان رئيسًا قويًا وجريئًا، أما مبارك فكان تابعًا"، مُشيرًا إلى أن أمريكا لا تريد الاستقرار لمصر، لكنها لا تتمنى غرقها حتى لا تغرق المنطقة كاملة، كما لا تريدها قوية حتى لا تكون ندًا لإسرائيل.

فيما قال الدكتور جمال شقرة إن كل شبر في الكرة الأرضية يعد أمنا قوميا أمريكيا -حسب قولهم-، مُضيفًا إنها ستسقط لا محال، مُشيرًا إلى أنها في الخمسينات راهنت على الضباط الأحرار لذا قدمت لهم الكثير من المعونات المتمثلة في مساعدتهم في طرد الملك فاروق، عقد اتفاقية الجلاء، اتفاقية السودان، ثم انتظرت أمريكا المقابل لكن خاب ظنها.

وكان هدفها ربط الغرب بالشرق وهو ما رفضه عبد الناصر، ومن هنا بدأ العدوان الثلاثي على مصر واصطناع أزمة السويس الكبرى.

الجريدة الرسمية