رئيس التحرير
عصام كامل

ثوار الكيبورد هيا إلى الميدان


إلى ثوار الكيبورد، إلى ثوار الفيس بوك، إلى ثوار التويتر، إلى ثوار التواصل الاجتماعى بالإجماع.. إلى ثوار الإنترنت كفاكم ثورة من وراء الستار.. كفاكم ثورة من على الشاشات.. كفاكم ثورة من على الجروبات.. كفاكم ثورة من الشات والشاتات.. كفاكم وإياكم التهاون بالقادم، فالقادم أسوأ من اللى فات.. كفاكم هتافات ماسخة غضبان عليها اللى مات فى الاتحادية وباقى المحافظات.. انزلو الميدان علشان نطالب بحقوققنا اللى اتسرقت ونجيب حقوق كل اللى مات.

أين الحرية والعيش والديمقراطية وكرامة الإنسان؟ أين النخوة والرجولة لما اتحرشوا بالبنات ولما حمادة اتسحل واتعرى وانضرب بالعصيان؟ كفاكم بالله عليكم شعارات وهتافات أين شباب الثورة اللى نزلوا فى الميدان وغيروا النظام البائد وحرروا مصر من العدوان!
الحقيقة يا ثوار مؤلمة مؤلمة.. كل الأحداث التى وقعت مؤخرا وتقع حاليا تؤكد وتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة المصرية فى غياب تام وأنها مثال حى على دولة الفشل والإهمال وأن القائمين على إدارة هذه الدولة أصابهم الشلل والجمود فى الحركة والتفكير، وأصبحوا عاجزين عن إدارة مرافقها، فالناس تحتاج إلى من يبعث فى نفوسهم الأمل والتفاؤل وتحتاج أن ترى أى نقطة نور فى نهاية النفق المظلم حتى وإن كانت صغيرة تحتاج أن ترى أحوال معيشتهم تتغير وتتحول إلى الأفضل وأن ثمة تغييرا يحدث فى البلد، تحتاج أن ترى أهداف ثورة 25 يناير تتحقق فى العيش بحرية وبكرامة وبمساواة واحترام للقانون والقضاء على الفساد والمحسوبية، وأنتم أهل الثقة التى نادى بها الشعب لتعود الحقوق إلى مصر بعد سرقتها منكم يا شباب يا ثوار الميدان.
إن أغلب المصريين يشعرون بأن شيئا لم يحدث وأنهم مازالوا يعيشون فى عصر الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وأن الأحوال تتغير من سيئ إلى أسوأ، بعد مرور عامين من الثورة المصرية التى أبهرت العالم وأنهم أمام إعادة للنظام السابق فى ثوب جديد، نظام يستأثر بالسلطة لا يريد تحقيق إلا مصلحة شخصية ولا يعبأ ولا يهتم بعموم الناس وكأنهم مواطنون فى دولة أخرى، نظام جاء لينتقم من معارضيه وتصفية حسابات مع النظام البائد
عليكم أن تنتبهوا من أجراس الخطر التى تدق على رءوسنا، فعلينا جميعا أن نترك الكيبورد والشات والفوتوشوب ونعود إلى الميدان نطالب بحقوق المصريين وحقوق الثورة ومطالبها لكى يعرف الجميع أنكم لستم شباب وثوار الكيبورد كما أطلقوا الجماعة عليكم بل أنتم أصحاب الثورة الحقيقية المنهوبة المسروقة من الميدان، فهيا كتف بكتف نقف أمام كل ظالم طاغية ونعود إلى ميدان الحرية ميدان الديمقراطية ميدان الكرامة ميدان الشهامة ميدان العدالة الذى أسقط النظام، ولتعلم الجماعة أن الشعب المصرى لن يرضى بالفساد والظلم والاستبداد مرة أخرى تحت أى مسمى وليشاهدوا ثورة جديدة أشد عنفا وضراوة تقضى على الأخضر واليابس..
انتهى الكلام.
الجريدة الرسمية