رئيس التحرير
عصام كامل

إعلام الاتحاد الاشتراكى


وقع الإعلام المصري، في أغلبية ساحقة منه، في خطأ جوهري يفسر لنا السبب الحقيقي وراء تراجع نسبة الحضور إلى صناديق الاستفتاء.. لقد خرج ملايين المصريين إلى 30 ألف لجنة انتخابية في محافظات مصر الـ 27، مدفوعين برغبة عارمة في كتابة شهادة ميلاد نهائية لثورة 30 يونيو.. من الصباح الباكر خرجوا وقالوا كلمتهم..


كانت نعم.. لأن من لم يقل نعم.. لم يذهب أصلا، من الإخوان ومن الإبريليين، ومن متعاطفين في تيارات الإسلام المسيس وهؤلاء موقفهم مفهوم.. موقف مصريين آخرين عاديين تكاسلوا، ولم يخرجوا، وقبعوا أمام الفضائيات هو اﻷمر غير المفهوم والمحير حقا.. من متابعة دقيقة، ﻷسلوب ومضمون الرسائل السياسية، سنرى بوضوح مؤلم، أن هناك خطين مضى عليهما قطار الحشد الداهم للجماهير.. الخط اﻷول هو التخويف من عودة أمنا الغولة وشركائها، بديع ومرسي والبلتاجى والعريان والشاطر..

في حقيقة اﻷمر كانت رسالة التخويف تصدر عن أصوات هي المرشحة قبل غيرها لتصدر منصة الشنق أن سقطت الدولة بسقوط الدستور.. الخط الثانى ﻹعلام الاتحاد الاشتراكى المستدعى من مقابر الستينيات، هو التبشير المبكر بالنهائيات المؤجلة.. نعم فرحنا كلنا للظهور الساحق للمصريين.. فرحنا لدور البطلة الحقيقية في النجاح باكتساح.. هي المرأة المصرية بلا منازع.. راهن عليها السيسى رهان الواثق بالأم والأخت وابنة الخالة والعم، فلم تخذله سيدات مصر العظيمات.. عند المغرب ومع الدخول على مشارف الثامنة مساء، كان الإعلاميون كلهم تقريبا، من شدة الفرحة، وأعذرهم، قد قالوا إن الشعب قال كلمته بنسبة مشاركة 50% !

نسبة غطت في يوم واحد فقط ما غطته نسبة كل من شاركوا في دستور الإخوان في يومين وزادت فوق الـ 19%، وبالتالى ارتاح الناس.. وأسروها في أنفسهم.. خلاص تمت بحمد الله.. صوتى مش هيأثر.. هي كدة 90 % نعم.. اليوم التانى مالوش لزوم!

تابعت ذلك بكل أسى وغضب.. لقد أنهيتم الحرب في عز القتال، بإعلان الانتصار قبل إحصاء النتائج ! في كل اﻷحوال، هو درس نتعلمه، في القادم من أداء إعلامي، أتمنى أن يهدأ صوته، وأن يسترد حججه، وألا يغيب عنه عزوف الشباب، بسبب خط الترماى الثانى لإعلام التجييش الذي أعلن الـ 99% قبل انتهاء الامتحان.
الجريدة الرسمية