رئيس التحرير
عصام كامل

فقط.. عن أهل السفالة والوقاحة والانحطاط !


فجأة.. تحول "الشعب العظيم".. "الشعب المتحضر".. "شعب الثورتين" الذي أنجزهما في عامين.. "شعب الجبارين".. الشعب صاحب المخزون التاريخي".. شعب "الحضارة الكامنة في أعماقه".. إلى آخر الأوصاف والصفات التي أطلقوها على شعبنا العظيم وهي صحيحة.. كلها صحيحة.


فجأة تحول عندهم إلى شعب "الرقاصين "وشعب العوالم".. وشعب يستحق "الذل والإذلال" مع مجموعة من أحقر وأسفل الشتائم والإهانات لا يمكن بحال قولها ولا إعادتها وبالطبع لا يمكن نشرها ولا يسعدنا أصلا تذكرها.. وهي لا تشي إلا ببيئة قائليها والدليل العيني على التربية التي تلقوها وعن شكل البيوت التي جاءوا منها..!

وكل ذنب الشعب المسكين الطيب أنه نزل إلى الميادين أمس دون إشارة منهم.. دون دعوة منهم.. دون إعلانات منهم.. دون تعليمات منهم تصدر منهم أولا عند ظهورهم الميمون على الفضائيات وتصريحات تصدر عن "جناب" كل منهم هنا وهناك.. كل ذنب الشعب المسكين الطيب أنه خرج لتحدي قنابل الإخوان ورصاص الإخوان وتهديدات الإخوان دون أن يشيروا إليه بذلك.. ومن دون أن يتقدموا مسيراته ككل مرة بالهتاف الذي يختارونه ويحددونه ويصيغونه بأنفسهم ويردده الشعب خلفهم ثقة فيهم وتقديرا لهم..

كل ذنب الشعب المسكين الطيب أن مخزونه الحضاري كما هو فاستشعر في لحظة الخطر الخطر فنزل بغير إذن "معاليهم" كي يتحدي الجميع ويعلن للعالم أنه على قدر التحدي وأن بلاده ليست كغيرها وأنها لن تسقط أبدا وأن قائد جيشهم المستهدف في "واشنطن" كما هو مستهدف في "الدوحة" و"أنقرة" سيبقى في حمايتهم وفي قلوبهم وهو مشهد قد يغضبهم هناك في عواصم الشر..

لكنها أغضبت أيضا هنا وفي دراما غير مسبوقة أهل الشر والعقد النفسية.. أهل السفالة والوقاحة والانحطاط.. فانطلقت قذائفهم ضد شعبهم !!! يا إلهي.. إذن سقطت أكاذيبكم.. فلا من أجل الشعب تناضلون ولا من أجله تمارسون السياسة.. إنما من أجل المنظرة هنا وهناك.. من أجل طاقة مكبوتة تخرج منكم هتافا وصراخا.. من أجل أوقات فراغ مميتة تقضونها في فضاء الفضاء.. سعيا لمدح من هنا.. وتصفيق من هناك..!!

وحتى مساء المساء لم نكن هناك.. ومع اشتداد السباب والشتائم من مفردات أهل السفالة والوقاحة والانحطاط قررنا استطلاع الأمر على الطبيعة.. فما وجدنا رغم التهديد والوعيد وآثار القنابل وأصوات الرصاص إلا وكل الناس في الشوارع.. ذهبوا وملأوا التحرير لا يتحدون جبروت الإرهاب فحسب وإنما يتحدون ظروفهم الصعبة والتي منها دفعوا أجرة الانتقال وثمن علم بلادهم ومشاريب وطلبات أطفالهم ومنها استأجروا أمام بيوتهم أنوارا وفرقا موسيقية ومكبرات صوت دفعوا أجورها من جيوبهم الخالية أصلا والتي تكفيهم بالكاد.. ولم نلمح إلا دعوات وهتافات في حب الوطن ولا شىء غيره.. فلا وجود لحاكم سابق ولا لحزب منحل.. ووجدنا أطفالهم تغني للوطن ولجيش الوطن وفي حب الوطن!

وبدلا من الانضمام إليهم أو تحيتهم أو الاعتذار لهم أو التراجع عن شتائمهم أو العوده للحق وهو فضيلة.. أو حتى بدلا من الصمت.. مجرد الصمت.. وجدنا سبا وشتما لشعب مصر وأهل مصر ونساء وبنات شعب مصر !

رحم الله جمال عبد الناصر، وهو من وصف شعبنا بأنه "القائد" وبأنه "المعلم" ولم يخيب الشعب ظنه ولا ظننا ولا ظن العالم كله قط.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

الجريدة الرسمية