رئيس التحرير
عصام كامل

اخرسوا.. الشعب يتكلم الآن!


لا يستطيع أحد أيًا كان أن يدعى أنه هو الذي أخرج المصريين مجددًا للشوارع مثلما حدث أمس في ذكرى ٢٥ يناير.. حتى القيادات الحزبية والشخصيات السياسية الشهيرة اختفت في مشهد هذه الحشود الشعبية الضخمة التي شهدتها ميادين وشوارع القاهرة والعديد من المدن المصرية الرئيسية من الإسكندرية حتى أسوان، مثلما اختفى النشطاء الذين ركزوا على النضال في الفضائيات بعد أن شكلوا العشرات من الحركات والائتلافات والمجموعات التي تتكاثر بالأسعار الآن!


الكلمة أمس كانت لجموع الشعب وحدها دون أحزاب ودون سياسيين ونشطاء أو دون أوصياء عليهم.. البطل أمس هم المواطنون العاديون الذين يشكلون أغلبية هذا الشعب من أبناء طبقات الفقيرة والمتوسطة من شباب وأطفال وكبار في السن، نساءً ورجالًا.. هؤلاء خرجوا من تلقاء أنفسهم دون أن يدعوهم أحد دون أن ينظم خروجهم أحد، وأيضا دون أن يدفع لهم أحد مثلما اعتدنا في مسيرات ومظاهرات الإخوان.

إحساسهم بالخطر على بلادهم وإصرارهم على تحدى هذا الخطر هو الذي أخرجهم جميعًا دون اتفاق ودون تنظيم أو ترتيبات من أحد ودون طلب من أحد.. ولذلك هؤلاء فقط هم الذين يتعين أن ينصت لهم كل من بيده أمر إدارة شئون هذه البلاد.. كلمة هؤلاء هي التي يجب أن تطاع وأن تنفذ لا كلمة بعض من يمارسون علينا الابتزاز السياسي ويصرون على احتكار تمثيل ٢٥ يناير أو ٣٠ يونيو.. وهؤلاء اختاروا بأنفسهم من يريد أن يحكمهم ويمثلهم ولن يستطيع أي أحد كائنًا من كان يفرض عليهم وصايته فيما بعد.
الجريدة الرسمية