رئيس التحرير
عصام كامل

"زوايا الصلاة" صداع في رأس "الأوقاف".. "الإرهابية" والمتشددون يستغلون آلاف الزوايا لبث أفكارهم.. و"الصعيد" خارج السيطرة.. "عبدالجليل": إغلاقها واجب على الدولة.. و"البسطويسي" يطالب بضبط المنابر

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف

تمثل "زوايا الصلاة"، عقبة كبيرة أمام وزارة الأوقاف التي تحاول ضبط الخطاب الديني المقدم للمسلمين في مختلف المحافظات المصرية، حيث يوجد نحو 13 ألف زاوية مسجلة رسميًا بالوزارة؛ بينما يوجد أعداد كبيرة منها غير مسجلة، ويسعى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إلى فرض قبضة الوزارة على العمل بهذه الزوايا التي تكون أحيانًا كثيرة مكمن الخطر في تصدير الإرهاب للشباب. 

ويستغل المتاجرون بالدين هذه "الزويا" لبث الأفكار الأصولية المتشددة تدفع بالشباب إلى تبني الفكر الإرهابي؛ كما أن بعضها ساحة لجماعة الإخوان الإرهابية لنشر أفكارها، وتجنيد الشباب والأطفال للعمل تحت لواء الجماعة.

وفى محاولة للتصدى لهذه الأفكار، أصدر الوزير في وقت سابق قرارًا بمنع صلاة الجمعة فيها، منعًا لصعود مجهولين إلى المنابر وخطورتهم على "وسطية الإسلام" التى يمثلها الأزهر، وحينها اشترط قرار الوزير ألا تقل مساحة المصلى عن 80 مترًا لأداء صلاة الجمعة، لاستثنائها من القرار، فضلًا عن وجودها في منطقة لا يوجد بها مسجد جامع، أو في حالة عجز كبار السن والمرضى عن الوصول إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة.

ورغم قرار "الأوقاف"، لم تلتزم كثير من الزوايا بهذا القرار، فأصدر الوزير تفويضًا لمديري الإدارات بإغلاق أي زاوية لا تنطبق عليها الشروط، وشهدت عدد من المحافظات قرارات رادعة بشأن الأئمة المخالفين؛ ففي القاهرة تمت إحالة الشيخ علي عبدالمهدي محمد، مدير إدارة أوقاف جنوب القاهرة، والشيخ محمد محمد ندا، مفتش المنطقة، للتحقيق لتقصيرهما في عملهما، فيما يتصل بغلق الزوايا، التي لا تنطبق عليها شروط إقامة صلاة الجمعة.

وفي محافظة بني سويف، تمت إحالة الشيخ حسين محمد كامل، مدير إدارة ببا، للتحقيق بسبب تراخيه في غلق الزوايا التي لا تنطبق عليها شروط إقامة صلاة الجمعة.

أما الإسكندرية، فبلغ عدد الزوايا التي أغلقتها مديرية الأوقاف 200 زاوية لم تخضع للمواصفات التي حددتها الوزارة؛ في حين لم تستطع الوزارة أن تنفذ مثل هذه القرارات في المحافظات الجنوبية "الصعيد"، بسبب القبلية المسيطرة عليه.

ووفقًا لمصادر بـ"الأوقاف"، فإن الوزارة أخفقت في تحقيق رغبتها في وقف صلاة الجمعة في الزوايا الموجودة بمحافظات الصعيد، وتحديدًا "المنيا وأسيوط وسوهاج".

من جانبه، حذر الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة السابق، من محاولات البعض تعطيل القرار الوزاري، عن طريق بعض الحيل، مؤكدًا أن "إغلاق الزويا أمر واجب على الدولة، ومن الشرع أن تكون صلاة الجمعة في المسجد الجامع".

كما أعرب الشيخ محمد البسطويسي، نقيب الدعاة ورئيس النقابة المستقلة للدعاة والأئمة، عن تأييد النقابة الكامل هذا القرار الذي يهدف إلى ضبط المنابر ومنع إقامة صلاة الجمعة في الزوايا، مشيرًا إلى أن النقابة ستدعو إلى ضرورة اقتصار صلاة الجمعة على المسجد الجامع.

وفي المقابل أثارت هذه القرارات استياء السلفيين الذين اعتبروها موجهة ضدهم؛ فهم يسيطرون على المئات من الزوايا، حتى أن بعضهم رفضوا التقدم للاختبارات التي أجرتها وزارة الأوقاف لاختيار أئمة. 

كما أن محاميًا يدعى حسن غفير، أقام دعوى قضائية، طالب فيها ببطلان قرار وزير الأوقاف الخاص بمنع صلاة الجمعة في الزوايا، معتبرًا أن القرار مخالف للشريعة الإسلامية.
الجريدة الرسمية