رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر نص توسل نجل صلاح سلطان لـ«أوباما».. تطوعت للعمل في حملتك الانتخابية.. اعتقلوني في مصر دون الاعتبار لجنسيتي الأمريكية.. أتمنى الاحتفال بعيد الشكر مع عائلتي والتمتع بأكل لحم الرومي والفطا

 الإخواني البارز
الإخواني البارز "صلاح سلطان"

أرسل "محمد سلطان" نجل القيادي الإخواني البارز "صلاح سلطان" رسالة توسل من داخل محبسه في سجن طرة إلى الرئيس الأمريكي "باراك أوباما".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" التي حصلت على نص الرسالة من عائلته أن "محمد سلطان" طلب تدخل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لإخراجه من السجن باعتباره مواطنا أمريكيا، ويجب على الولايات المتحدة أن تتحرك لتحرير أحد مواطنيها.

واستهل محمد رسالته مخاطبا الرئيس الأمريكي بـ"عزيزي باراك أوباما".

وتنص الرسالة على: "لقد خضعت الأسبوع الماضي لعملية لإزالة اثنين من 13 من المسامير المعدنية التى زرعت في ذراعي الأيسر لإصلاحه بعد أن أصبت بطلق ناري، الرصاصة التى ثقبت ذراعي مدفوعة من دولارات أموال ضرائبنا في أمريكا. اضطررت للخضوع لإزالة المسامير دون أي تخدير أو تعقيم.

لقد اخترقت المسامير كوعي وكذلك عضلة كتفي ومن أجرى الجراحة لي هو طبيب معي في الزنزانة. لقد اضطررت إلى استخدام كماشة وأسلاك شائكة بدلا من المشرط، وأجريت الجراحة على حصيرة قذرة وقام زملاء الزنزانة بتقييدي حتى لا أهتز خلال العملية وأخاطر بإتلاف الذراع، لكن الآلام كانت مبرحة جدا وعند لحظة ما شعرت كما لو أن مخي كاد أن ينفجر، وأخيرا أعطاني الحراس اثنين من حبوب الإسبرين، بعد ساعة عندما سمعوا صراخ زملائي في الزنزانة يتوسلون المساعدة. 

سيدي الرئيس، أشاركك هذه التفاصيل؛ لأنني جنحت بالذاكرة إلى عام 2007، بينما كنت أحدق في سقف زنزانتي الضيقة عقب الجراحة، فخلال الحملة الرئاسية الأولى لك شعرت بتحمس شديد لكل ما تقوله وتمثله. أخيرا، "تغيير يمكننا أن نؤمن به". رأيتك مثل الكثير من الأمريكيين، موظفا عاما يتطلع لوضع المحرومين أولا، ويقود نموذجا جديدا من الحكم. 

لقد شعرت بأنني جزء من صنع فصل عظيم في تاريخ وطني "الولايات المتحدة"، فلقد كنت أنت الشخص الذي أردت أن أقف وراءه، الشخص الذى أرغب في دعمه؛ لذا تطوعت وعملت مع حملتك في ولاية أوهايو، وبصفتي طالبا في جامعة ولاية أوهايو، ذهبت من باب إلى باب وأجريت مكالمة هاتفية تلو الأخرى، لأحث الناس على الانضمام لحركتنا التي من شأنها أن تحدث ثورة في السياسة الأمريكية، فلقد كان الوقت قد حان لقيام حكومة من أجل الشعب ومن الشعب.

والآن، أنا أجلس في هذه الزنزانة المزدحمة، لا أستطع الامتناع عن سؤال نفسي، "هل كنت ساذجا أن أعتقد أنك يمكن أن تخرج عن القاعدة؟" وبينما أختلف مع السياسات الداخلية والخارجية طوال فترة حكمكم، الآن بعد أشهر من اعتقالي داخل سجن سيئ السمعة في مصر دون أسباب، مع القليل من الاعتبار لجنسيتي الأمريكية، ناهيك عن الإنسانية، كما هو موضح، فإنني أعتقد أنني كنت سخيفا ومثاليا عندما اعتقدت أن العالم قد يتغير كثيرا، في ظل وجود قائد مثلك له.

إن تخليكم عني كمواطن أمريكي عمل من أجل انتخابكم بلا كلل، ومؤيدا قويا ومدافعا عن رئاستكم، ترك ألما بداخلي بمقدار تلك الآلام التي شعرت فيها عند إزالة الشرائح المعدنية من زراعي. 

سيدي الرئيس، كل ما أصبوا إليه هو فرصة للاحتفال بعيد الشكر مع عائلتي وأصدقائي والتمتع بأكل لحم الرومي والفطائر، أحلم بمشاهدة فريقي "باك أيز" وهو يحتفل بعد هزيمة ميشتجان، أعد الدقائق على العام الجديد، وأود مشاهدة مباراة السوبر، بينما أتناول التشيز برجر مع البطاطس المقلية.

لكن للأسف، إن واقعي أنني أستيقظ يوما بعد يوم في زنزانة تحت الأرض، في انتظار فرصة للاستحمام، أو استجواب مثير للضحك أمام دمية محايدة، أو حتى أتمكن من الوصول لبعض من أشعة الشمس وتحريك قدماي لتجنب إصابتي بجلطة أخرى.

غالبا ما أواجه سؤالا ساخرا، من قبل القضاة والضباط وحتى السجناء: "أين ذلك البلد الأول في العالم الذى يتفاخر بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات؟ أين هم الآن لمساعدتك؟" بالطبع، لا أستطيع الرد كل مرة. الاستنتاج الوحيد، لكن غير المقبول، الذي يمكنني التوصل إليه هو أن حماية الحكومات الأمريكية للمصالح السياسية هو أكثر أهمية من حماية حقوق مواطنيها وحرياتهم، وسلامتهم في الخارج. لا ينبغي لأي أمريكي أن يصل إلى هذا الاستنتاج، ولا ينبغي لأي إنسان أن يتعرض لتلك الظروف غير الإنسانية التي أواجهها أنا و15 ألف سجين سياسي آخر.

طيلة أشهر، أستيقظ يوميا لأفكر: "هذا هو اليوم الذي سيتم فيه النظر إلى كوني مواطنا أمريكيا، اليوم سوف يوفي رئيسي بوعوده، اليوم لن تجد السلطات المصرية خيارا سوى معاملتي كإنسان"، وبينما أتم اليوم عامي الـ26، فإنني لم أعد ذلك الطفل الساذج الذي صدق مرة في تلك الوعود والآمال التي عليك الالتزام بها في وقت الحاجة الماسة.

للأسف، فإن الأمل والتغيير يقفان الآن في زنزانة مظلمة تحت الأرض، مع الأمل والثقة في الله وحده. سيدي الرئيس، يمكنني فقط التعلق بوعدك.

مع خالص التقدير
محمد سلطان
استقبال طرة، القاهرة - مصر
قطاع ج، زنزانة #3
16/11/2013
الجريدة الرسمية