رئيس التحرير
عصام كامل

الشيطان يعتذر.. وأنا كمان!!


ما يحدث في مصر خلال الفترة الأخيرة هو من وجهة نظري بمثابة "الحرب" الحقيقية.. الحرب بين بقاء وطن وتركيع شعب.. الحرب بين الحق والباطل.. الحرب بين بلد ذكرها الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز أكثر من مرة وبين من يتوهم بأنه من الممكن أن يكون أقوى من كتاب الله.. حرب بين جماعة تريد عقاب شعب بأكلمه وبين شعب لا يريد سوى العيش بكرامة محافظا على هويته الإسلامية المعتدلة.. هي حرب بين كرسي دنيوي زائل وبين شعب رفض الاستسلام لجبروت واستبداد وخيانة من جلسوا على هذا الكرسي.


وبعيدا عن الدخول في جدال من الذي يقتل ويفجر ويستخدم العنف.. وبغض النظر عن قناعة غالبية الشعب المصري بأنه لولا رعاية الله سبحانه وتعالي لهذا البلد لما حدث ما حدث في 30 يونيو الماضي.. ودون الدخول في تفاصيل الإدانة الكاملة بالصوت والصورة والتي لا تقبل الشك لهذه الجماعة التي حكمتنا لمدة عام كامل.. يمكن القول وبكل ثقة ويقين وللأسف بكل حزن بأنني لا أوافق على ما ينادي به البعض بضرورة أن تعتذر هذه الجماعة لجموع الشعب المصري عما بدر منها طوال الفترة الماضية لكي تعود من جديد للصف الوطني وبناء مستقبل مصر..

فالاعتذار هنا لا يجب أن يكون للشعب الذي عاني ويعاني وسيعاني كثيرا.. الاعتذار هنا لن يفيد وخاصة بعد كل هذا الحقد والغل والسواد في القلوب بسبب كرسي دنيوي زائل ولا يدوم لأي شخص أو جماعة أو حزب.. فالاعتذار الواجب يجب أن يكون من الشيطان وليس من هذه الجماعة.. نعم يجب أن يعتذر الشيطان لكل مصري تسبب في كل ما يحدث في أم الدنيا خلال هذه الفترة.. فلو تم تكليف الشيطان بأن يخطط لتخريب وتدمير مصر وقتل الأبرياء في كل مكان لما استطاع أن يفعل كل ذلك.. ولذلك يجب عليه أن يعتذر لكل من يقوم بذلك ويعترف بأن هناك من هو أكثر منه ذكاء وشرا وحقدا وسوادا.. ومع هذا الاعتذار الذي يجب أن يقوم به الشيطان لابد أن يؤكد لهم بأنهم في النهاية خاسرون مثله تماما.

وبالتزامن مع اعتذار الشيطان لكل من يعبثون في مصر فسادا وتفجيرا وقتلا يجب أيضا أن أعتذر أنا عن كل لحظة تعاطف سابقة مع هذا الجماعة وعن كل صوت منحته في يوم من الأيام لأحد أعضائها في أي انتخابات.. وعن كل دفاع دافعته عنها وقت كانت مضطهدة من نظام مبارك وعن كل مصمصة شفاء انتابتني في الكثير من اللحظات تعاطفا معها.. وعن كل كلمة كتبتها في السابق كانت تسير في اتجاه دعمها معنويا ودفاعا عن الظلم الوهمي الذي تعرضت له في السابق.. أعتذر وبكل فخر عن كل هذا وكلي ثقة في الله سبحانه وتعالي بأنه سيحفظ مصر كما ذكرها في كتابه العزيز.. فأنا العبد الفقير مريض بحب بلدي ولا أريد لها سوى الخير.. اللهم احفظ مصر من كل شر..!! رحم الله شهداء مصر في كل مكان وزمان!!
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية