قراءة في التفجيرات وما ورائها.. التكتيك والأهداف!
التفجيرات التي تتم هنا وهناك بقنابل يدوية.. هي وكما قلنا في السابق من قبيل التفويض الممنوح لأعضاء الجماعة للتصرف وفق ما يستطيعون في أماكنهم وأحيائهم ومدنهم.. هذه القنابل البدائية سهلة الصنع والتركيب والحمل.. وهي ذات حجم صغير ووزن قليل ونقلها من مكان إلى آخر سهل جدا وتصنيعها من باب التقرب بها إلى الله لمحاربة النظام "الكافر الفاجر العميل"- كما يعتقدون!
أما عملية مديرية أمن القاهرة فيبدو واضحا دقة تنفيذها.. التوقيت في السادسة صباحا حيث الهروب سهل.. فلا إشارة مرور ولا زحام ولا مارة ولا أكمنة يقظة ومستعدة.. شخص يستوقف سيارته أمام مديرية الأمن وتتبعه سيارة أخرى تلتقطه وبعد الابتعاد قليلا يفجرون السيارة عن بعد.. لتذوب سيارة المجرمين في شوارع القاهرة أو إلى خارجها.. ولم يكن أمام جنود المديرية الغلابة إلا دقيقتين للتصرف وهو زمن من المستحيل وقف التفجير فيه!
لكن.. ماذا يعني ذلك؟ لا يعني إلا خلية كبيرة بعضها يرصد وبعضها يتعامل مع السيارات المسروقة أو يشتريها ببطاقات مزورة.. والبعض يستأجر شققا للإيواء والإخفاء والبعض الآخر ينقل المتفجرات والبعض يوفر التمويل.. وربما وجدنا سيارة الهروب في مكان ما على أي من الطرق السريعة أو تفجيرها في عمل جديد.. وكل ذلك يعني أن جهدا معلوماتيا كبيرا يجب أن يبذل وأن إجراءات أمنية عديدة يجب أن تتخذ منها تغيير مسارات المرور أمام الأماكن الحساسة وتوسيع الاشتباه في صفوف الإخوان وتعاون المصريين أمنيا مع الأجهزة باليقظة الشديدة كما اعتقلوا بأنفسهم خلية بولاق التي كانت تصنع القنابل وبعدها خلية الظاهر..
الشرطة والجيش يحتاجان دعما معنويا كبيرا..لأن المستهدف من كل ذلك ليس التفاوض مع الإخوان أو الإفراج عنهم.. فهذا ليس مستحيلا فحسب وإنما من رابع المستحيلات.. إنما الهدف الضغط ثم الضغط ثم الضغط على أمل أن ينفجر الوضع داخل الجيش ضد قياداته! وتحميلهم من الضباط الصغار مسئولية ما يجري! وإن كان ذلك وهما من أوهام الإخوان إلا أن رفع الروح المعنوية لأبطالنا يبعد شبح هذا السيناريو تماما.. ولن ترتفع معنوياتهم وبيننا من لا عمل له إلا السخرية من الجيش والشرطة والتهكم عليهما.. وفي وقت يتساقط منهم الضحايا والشهداء من أبنائهم كل يوم.. فانتبهوا يا أولى الألباب!