رئيس التحرير
عصام كامل

تنظيم القاعدة قديمًا وحديثًا (3)


بعد أن باءت محاولات الظواهري للإضرار بالمحروسة بالفشل وعاد بخفي حنين، عاد مرة أخرى إلى ما كان عليه من تدريب المجموعات والعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن، ومن ثم إرسالهم إلى كينيا ثم إلى مقديشيو حيث القوات الأمريكية في الصومال، والتي ظلت تقاتلها إلى أن انسحبت من هناك في أواخر عام 1993 م. ثم قامت تلك المجموعات بعدة عمليات في اليمن بقيادة طارق الفضلي، كان أولها في فندق جولدن مور بعدن في ديسمبر 1992 م.


ثم مهاجمة طائرات النقل الرابضة على مدرجات الهبوط والإقلاع بالقاعدة الجوية الأمريكية بعدن. وفي بدايات عام 1993 م تم اختيار الظواهري قائدًا ميدانيًا لتنظيم القاعدة. وفي العام 1994 م وصل إلى كينيا محمد صادق عودة وأبو عبيدة البنشيري واسمه على الرشيدي وعملا معًا على تعزيز وجود التنظيم في منطقة شرق أفريقيا، وبالفعل نجحا في مهمتهم في خلال ثلاث سنوات وتوجا عملهما بالهجوم الذي شنه التنظيم على سفارتي أمريكا في نيروبي ودار السلام في كينيا وتنزانيا.

وهو ما جعل الظواهري يتخذ من كينيا مركزًا لتجمع قادة التنظيم القادمين من كل أنحاء العالم مستغلًا التسهيلات التي توفرها السلطات الكينية لهم في التواجد والحركة تحت زعم كونهم سياح. إلا أن هذا الأمر لم يستمر طويلًا وحدث ارتباك شديد للظواهري والتنظيم بسبب مقتل البنشيري غرقًا بطريقة غامضة في بحيرة فيكتوريا عام 1996 م. وظل الارتباك سيد الموقف لفترة طويلة حتى استطاع الظواهري العثور على شخصٍ يمتلك من الإمكانيات الشخصية التي تؤهله لملأ الفراغ الذي تركه البنشيري، فوقع اختياره على شخصٍ مصري الجنسية كان قد سافر إلى أفغانستان في أواخر الثمانينات يدعى صبحي أبو ستة وشهرته: أبو حفص المصري واسمه الحركي محمد عاطف.

ظل أبو حفصٍ المصري هنالك إلى أن اضطر أسامة بن لادن إلى تكليف أيمن الظواهري بالعديد من المهام خارج أفغانستان، ما دفعه للبحث عن شخصٍ آخر يكون بجواره خلفًا للظواهري فوقع اختياره على أبي حفص المصري، فاستدعاه إلى أفغانستان، وكلف حسين فارح عيديد بالقيام بمهام المصري وإنشاء معسكراتٍ للتدريب في المناطق التابعة لحزب الاتحاد الصومالي وتقديم تسهيلات لأفراد التنظيم في مقابل الدعم المالي للحزب من قِبَل تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن بمبالغ مالية كبيرة.

وفي نهايات 1994 م وبدايات عام 1995 م قام الظواهري بالمزيد من الجهود من أجل توحيد كافة التنظيمات المسلحة على مستوى العالم والتنسيق فيما بينها، وبالفعل تم تتويج هذا الأمر بتكوين لجنة ثلاثية من أيمن الظواهري عن تنظيم القاعدة وعماد مغنية عن حزب الله اللبناني وأحمد سالم عن تنظيم الجهاد الفلسطيني وتم الاجتماع في قبرص واتفقوا على التنسيق الكامل فيما بينهم وتم الاتفاق على العديد من الأمور منها إرسال المزيد من المتطوعين إلى البوسنة وكذلك ذهاب الظواهري بنفسه إلى أمريكا لمتابعة العمل الذي تقوم به الشبكات في الولايات المتحدة.

ثم جاء عام 1995 م ليشمل العديد من العمليات الإرهابية والتي قام بها تنظيم القاعدة الإرهابي، وكان من أبرزها محاولة اغتيال الرئيس المصري –آنذاك– حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.و للحديث بقية إن شاء رب البرية.
الجريدة الرسمية