شاهد على عرس مصر
رغم تحفظى على كلمة محظوظ لإيمانى بأن الله ضابط الكل.. غير أننى بالفعل لازمني الحظ في عدة جوانب من حياتى لكوني حظيت بشرف التواجد في مناسبات مصرية هامة وفى لحظات فارقة في تاريخ الأمة المصرية ، وتكللت تلك اللحظات الجميلة بمشاركتى في عرس شعب مصر وهو الاستفتاء خلال يومى 14 و15 يناير.
تعمدت خلال رحلتى لمصر تفحص وجوه البشر وأشكالهم.. وبحثًا عن الحقيقة مشيت في شوارع المحروسة وركبت مترو الأنفاق مرات عديدة وكل وسائل المواصلات العامة لأقف على الحالة المزاجية لأبناء وطنى.
وهالني ما رأيت! شعب مرهق من أزمة اقتصادية طاحنة ولكنه لم يفقد ابتسامته ولم يفقد الأمل في غد أفضل، رأيت شعبا ناضجا أفتخر بانتمائى له رغم كل الأزمات الملازمة له كالشهيق والزفير.. بيد أنه من صغيره لكبيره شعب واع وناضج قادر على صنع مستقبله بيده خاصة بشبابه الرائع ونسائه الأعظم بين سيدات العالم رغم الفقر رغم المرض رغم تعب الحياة إلا أنهن صبايا في عرس مصر.
بحثا عن الحقيقة استوقفى أحمد، وهو طفل صغير يقف أمام إشارة بمصر الجديدة متسائلا: هل ستذهب للاستفتاء على الدستور ؟ ممازحًا أجبته: لماذا ؟ ففاجئني بقوله: لو انت بتحب مصر لازم تروح ! ما أجمل أولادك يا مصر.. هكذا تلقيت درسًا في الوطنية من طفل صغير ظلم من وطنه وأصبح يجوب الإشارات لتنظيف السيارات ليطعم نفسه وآخرين.
تتوالى المشاهد أمام عيني.. وفي كل لحظة صورة جميلة تنطبع في القلب قبل الذاكرة يوم العرس المصرى وبالتحديد أمام لجنة مدرسة إسكان ناصر الإعدادية بنين بحدائق القبة شاهدت جموع السيدات المصريات على اختلاف طوائفهن يسرن في اتجاه اللجنة حاملات إعلام مصر بالزغاريد والهتافات الرائعة "نعم نعم للدستور خلى مصر تشوف النور" اصرخ قول للإخوان ملكمش مكان في مصر.. اصرخ قول للشيخ ونيس مالكش أنيس..
وانطلاقا من حظى الطيب كانت لى جلسات مع عدد من اللواءات المحالين للمعاش عرفت منهم الكثير وتعملت الكثير عن وطنية هؤلاء الرجال منهم اللواء الذي فقد أربعة أصابع من يده اليمنى في حرب أكتوبر الذي تحدث عن جيش مصر البار ودور المؤسسة العسكرية في حماية مصر من الاختطاف وقبل ذلك في تحقيق نصر أكتوبر.
وتعرفت على لواء آخر رغم أنه ابن المؤسسة العسكرية إلا أنه لام طنطاوى لتسليمه مصر للإخوان.. وعديد من اللواءات الكل يتحدث بفخر عن القوات المسلحة وعن الفريق السيسي الذي فاق بعمله أكبر الساسة دهاءً وخبرة ووطنية.
ودكتور أحمد والأستاذ سمير وضحوا عملهما العظيم بتأسيس مجموعات الصوت العائم يجوبون مصر شرقا وغربا ليس لحصد أصوات الناخبين إنما لتنوير الشعب وبسطاء المصريين بدورهم الانتخابى وكيفية التعرف على برنامج كل مرشح....
ولقاء آخر مع الرائعة الصحفية وفاء حلمى التي تسعى لعمل فريق تنويرى للمناطق الفقيرة والمعدمة لخدمة بسطاء المصريين ليس بأموال بل بفكر تنويري لمناطق محرومة.
ولقاء مع شخصية وطنية الدكتورة أمانى محمد وهبة وأخوة من الجيش والشرطة اللواء حسام والعقيد هشام تناقشنا في حقل العمل الوطنى ودور أبناء مصر لتعضيد مصر في المرحلة القادمة...
ولقاءات صحفية مع الأستاذ محمد زيان بالأخبار المصرية ومؤتمر صحفى مع الدكتور شريف دوس رئيس الهيئة القبطية العامة الذي أوضح بكل قوة أن من يطالب بالتعاون مع الإخوان مخطئ في حق شهداء مصر ولا تفاوض مع جماعة إرهابية.. ورفضه للدولة الدينية...
وطالبت أنا شخصيا الصحفيين بالبناء على ثورة 30 يونيو والتركيز على الإيجابيات وهجر المدرسة الساداتية والمباركية في تشويه الأقباط في بلاد المهجر.. وإلقاء الضوء على الأعمال الوطنية وضربت اتحاد المنظمات القبطية وتعضيدها لمصر 7 مرات أثناء جلسات البرلمان الأوربي وجلستان في الأمم المتحدة بجنيف.....
وآخر المطاف قابلت صديقى عبد المسيح الكفيف البصر البصير الوطنية صاحب القلب المنير بحب مصر وشعبها الطيب الذي يسهر ليال أمام الكمبيوتر والشات ليخاطب الكل ويسأل عن الكل ويطمئن الجميع بأن مصر بخير.
وتذكرت الأستاذ ناصر الشافعى سائق التاكسى ظابط الجيش المتقاعد الكاره للإخوان وكل تجار الدين رغم ميول ابنه الإخوانية إلا أنه ناقم عليهم مصرحا بأنهم تجار دين وخونة....
واختم بكلمات سائق التاكسى المحترم ناصر الشافعى الذي لخص كل تجارب مصر وحربها ضد الإرهاب وتجار الدين الفاشيين في جملة بليغة رائعة: مصر تمرض ولكنها لن تموت أبدا.
تحية لكل سيدات مصر العظيمات ورجالها وشبابها وكل من لديه انتماء حق لتراب هذا الوطن.
تحية لكل من ساهم في عرس مصر لتخرج نتيجة مشرفة في الاستفتاء على دستور مصر.
Medhat00_klada@hotmail.com